برلين / 04/07/10 / تعتبر قضية مذابح اليهود التي وقعت اثناء الحرب العالمية الثانية في المانيا وخاصة محرقة اليهود المنسوبة الى مدينة أوشفيتس البولندية حيث زج النازيون اليهود الاوروبيين في معسكراتهم التي اتخذوها بتلك المدينة واحرقوا معظمهم على حسب ادعاءات زعماء الصهيونية العالمية ، موضع تساؤل . ولا تعتبر تساؤلات وتشكيك الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بهذه المحرقة بجديدة ، فقد سبقه الى ذلك سياسيون ومؤرخون اوروبيون منهم المفكر الفرنسي روجيه جارودي الذي وضع كتابا عن محرقة اليهود أكد ان هذه المذبحة لم تحدث قط ، هذا الكتاب كان وراء اعتزال جارودي الاضواء وعدم اهتمام المسلمين في اوروبا والعالم الاسلامي بذلك المفكر الذي اعتنق الاسلام ولا أحد يعرف عن مصيره أحي يرزق ام طواه الموت . وكتاب جارودي المذكور فقد من الاسواق تماما واذا ما أراد المرء ان يبحث عنه في دور الكتب
فسيجعل من نفسه بموضع ريبة ما اذا كان هدفه اقتناء الكتاب للتشهير باليهود أو غير ذلك . وما أن ينزل كتاب على الساحة العلمية يتحدث عن النازية والهولوكست بشكل موضوعي ومستقل الا ويتعرض للاختفاء ويسعى اليهود بكل ما أوتوا من قوة اعلامية النيل من كاتبه فقد وضع الكاتب الالماني المخضرم مارتين فيلسر عام 2004 كتابا يتحدث عن مذابح الهولوكست بشكل مستقل تحت عنوان / انتقادات كاتب ميت / الا ان كاتبا بولنديا يهوديا يعيش في المانيا وهو مارسيل رايش راينيكي تصدى لهذا الكتاب وكاتبه واتهمه بالنازية والمعاداة للصهيونية نجم عنه امتناع دور نشر كثيرة وفي مقدمتها دار نشر صحيفة / فرانكفورتر الجمانيه / نشر هذا الكتاب الامر الذي جعل من المستشار الالماني السابق جيرهارد شرودر الدعوة لمناقشة الكتاب والكاتب في مبنى الحزب الديموقراطي الاشتراكي استطاع فيسلر تفنيد مزاعم رايش راينيكي ونُشِر الكتاب بأخطاء قواعدية لا تغتفر وبطباعة ركيكة .
ومن المقرر أن ينزل الى الاسواق العلمية باللغة الالمانية كتاب كدراسة للكاتب اللبناني جيلبيرت أكار المولود في السنغال ويقوم بتدريس مادة التاريخ الحديث في فرنسا يحمل عنوان / العرب والهولوكست / عرضه على الصحافة واهل العلم الطالب سمير جريس تحت اشراف مديرة معهد الشرق الحديث البرليني اولريكه فرايتاج يحمل عنوان / العرب والهولوكست / يريد المؤلف من خلاله اقناع القراء العرب بأن الهولوكست حقيقة محضة ويؤكد للقراء الاوربيين بأن النازية لها عاطفة جياشة لدى المسلمين وخاصة العرب منهم والمعادة للسامية في تنام مستمر لدى الشباب المسلم . ويذهب المؤلف بدراسته بعيدا اذ يؤكد بأن مفتي فلسطين الاكبر الحاج محمد امين الحسيني / رحمه الله / كان من مؤيدي الزعيم النازي أدولف هتلر في الشرق الاوسط والعالم الاسلامي وتحريضه على استباحة اليهود واختيار الحسيني المانيا النازية كضيف على هتلر اثناء
هروبه من فلسطين عندما اراد الانجليز اعتقاله أكب دليل على عاطفة العرب الجياشة تجاه النازيين . ويعتبر الكاتب ان المعاداة للسامية لدى المسلمين قد ارتفعت ظاهرتها مؤحرا جراء سياسة الكيان الصهيوني وان اكثر المعادين للسامية من المسلمين يحظون بعاطفة جياشة لدى النازية الالمانية والاوروبية التي ازدادت ظاهرتها هي الاخرى ، ويطالب الكاتب زعماء العالم الاسلامي وخاصة العرب بتوجيه الشباب المسلم ثقافيا من خلال شرحهم لمخاطر النازية والمعاداة للسامية اذ ان محرقة اليهود كانت اجراما وبربرية ارتكبت بحق الانسانية ولم تكن هذه المحارق من اجل الاستراحة من اليهود وليست من اجل فلسطين بل من اجل ان تكون المانيا دولة عظمى وان الشعب الالماني أفضل شعوب الارض . ويؤكد هذا الكاتب بأن العرب شاركوا هتلر في الحرب العالمية الثانية وان زهاء تسعة آلاف عربي منهم حوالي ستة آلاف فلسطني شاركوا النازيين في حربهم وذلك بتحريض من المفتي الحاج محمد امين الحسيني مؤكدا بأن الشباب المسلم ينتظرون قيام النازية من جديد لمحاربة اليهود تحت لوائهم مؤكدا أن هتلر جراء معاداته اليهود كسب تأييدا من زعماء العالم الاسلامي من بينهم زعيم العراق بكر صدقي الزعيم السوري حسني الزعيم وغيرهم .
وتؤكد مديرة معهد الشرق الحديث البرليني فرايتاج بأن المعادة للسامية في العالم الاسلامي موجودة الا انها غير منتشرة بشكل كبير وانه من الضرورة كبح جماح هذه الظاهرة من خلال توجيه تربوي وثقافي عن مخاطر النازية .
ولا يختلف اثنان بأن محارق اليهود يرفضها الاسلام وهي بربرية جريمة شنعاء ، الا أن وقائعها بحاجة الى سجلات علمية مستقلة العودة اليها ضرورة . ووقائع الحرب العالمية الثانية وملاحقة اليهود لها أسبابها المباشرة ، اذ تؤكد جميع الوثائق السياسية لتاريخ اوروبا الحديث وخاصة قيام الحركة الصهيونية العالمية في عام 1899 بأن الزعيم النازي هتلر كان عميلا للصهيونية العالمية ، فقد رفض اليهود الالمان عام 1899 الحركة الصهيونية التي تطالب بفلسطين وطنا لليهود فقد أكد بمنشور وزعوه في ذلك العام رفضهم لهذه الفكرة مؤكدين انتماءهم للعرق الالماني مع الاحتفاط بيهوديتهم ثم أكدوا ذلك في عام 1914 عندما بدأت حركة التشجيع بالهجرة الى فلسطين وما قام به النازيون من استباحة اليهود في المانيا وأوروبا الا لرفضهم الصهيونية العالمية وهذا ما يؤكده استاذ علوم التاريخ في الجامعة العسكرية بميونيخ ميشائيل فولفسون .
والحركة الصهيونية حركة عنصرية تدعي بأن اليهود شعب الله المختار والسامية عندهم بأنه العرق الافضل وأفضل شعوب العالم على الاطلاق واستطاعت هذه الحركة ان تجعل من اليهودية عرق أكثر من دين ، كما ان الصهيونية كانت في وثائق الامم المتحدة حركة عنصرية الى ان استطاع الرئيس الامريكي السابق جورج بوش / الاب / محو صفة العنصرية عنها . واذا ما تطرقنا الى مفهوم السامية بأن اليهود ابناء سام بن نوح فاننا نحن معشر العرب ساميون لأننا من سلالة ذلك الرجل على حسب أقوال المؤرخين وتأكيدات التوراة والعهد القديم .
ولا يعتبر الكاتب اللبناني أكار وطالب معهد الشرق جريس علماء في التاريخ وخاصة التاريخ الحديث للعالم الاسلامي واوروبا ، وقد كان نصارى بلاد الشام من بينهم فيليب حتي وراء تشويه تاريخنا الاسلامي وتاريخ رجالات العالم الاسلامي من بينهم محمد امين الحسيني .
كما لا تعتبر مديرة معهد الشرق الحديث اولريكه فرايتاخ التي درست العربية بدمشق بمؤرخة وخبيرة في شئون الشرق الاوسط والعالم الاسلامي وقد بقيت مغمورة الى أن قام أحد سفراء الدول العربية من منطقة الخليج العربي بإبرازها حتى أصبحت وكأنها خبيرة بالفعل ، وقد قال احدهم :
الكل يدعي وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم بذاك
المراجع
odabasham.net
التصانيف
شعر شعراء أدب مجتمع