من الحقائق التي حملها إلينا التاريخ ، وسرت مسرى الأمثال قولهم " العرب أمة شاعرة " ، وكذلك قولهم " الشعر ديوان العرب " . ولا مبالغة في ذلك : فالشعر هو الذي حفظ تاريخهم، وأيامهم ومسيرة حياتهم .
**********
عزيزي القارئ إذا ذكر العرب ذكرت الإبل ، فكأننا نقول للناس : إن الجمل حيوان عربي ... حيوان عربي أصيل . وفي حلقتنا هذه لنا وقفة سريعة مع الإبل :
 جاء في فقه اللغة للثعالبي : البكر ( بكسر الباء وسكون الكاف ) بمنزلة الفتى . والقلوص ( بفتح القاف وضم اللام ) بمنزلة الجارية . والجمل بمنزلة الرجل . والناقة بمنزلة المرأة . والبعير بمنزلة الإنسان .
 وإذا كان الفحل يُودع ( يُترك ) ، ويعفى عن الركوب فهو : مُصْعَب ، ومُقْرم ، وفَتيق . فإذا كان لقرع النوق ( للنزو عليها ) فهو قريع .
 فإذا كان يُعتمل ، ويحمل عليه فهو ظعون ، ورحول .
 فإذا كان يسقى عليه الماء فهو ناضح .
**********
 ويقول الثعالبي : المطية اسم جامع لكل ما يُمتطى من الإبل .
 والراحلة ما يختارها الرجل لمركبه على النجابة ، وتمام الخلْق وحسن المنظر.
 والزاملة ما يستظهر بها صاحبها ، ويحمل عليها أحماله .
 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيهم راحلة .
 وقال ابن شبرمة عن رجل " ليس ذاك من الرواحل إنما هو من الزوامل " .
وقال شاعر :
 لقد عظم البعير بغير لبٍّ          فلم يستغن بالعِظم البعيرُ
وقال شاعر آخر :
 خلعوا عليه وزينو            ه وسار في عز ومنعهْ
 وكذاك يُفعل بالجما          ل لنحرها في يوم جُمعهْ
وقال شاعر :
 فلما قضينا من مِنى كل حاجةٍ             ومسح بالأركانِ من هو ماسِحُ
 وشُدّت على حُدب المطايا رحالنا         ولم ينظر الغادي الذي هو رائح
 أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا            وسالت بأعناق المطيِّ الأباطِحُ
**********
 عزيزي القاريء نكتفي بهذه المقتطفات الخاطفة عن الإبل في الشعر العربي . وإلى اللقاء على حق وخير في حلقة أخرى من ديوان العرب .

المراجع

odabasham.net

التصانيف

شعر  شعراء  أدب  ملاحم شعرية