موظفو الحكومة في بلدنا نوعان: النوع الأول هم الموظفون الذين يعملون من الساعة الثامنة صباحا وحتى نهاية الدوام ولا يتوقفون عن العمل أبدا وفي بعض الأيام لا يستطيعون الذهاب إلى دورة المياه أو تناول فنجان قهوة من كثرة العمل.

أما النوع الثاني فهم الموظفون الذين يعدون الأيام ويقبضون الراتب آخر الشهر ولا يعملون شيئا سوى التنقل من مكتب إلى مكتب أو مغادرة أماكن عملهم لقضاء بعض الحاجات الخاصة وإذا عمل بعض هؤلاء أحيانا فإن حجم عملهم لا يعادل ولو جزءا بسيطا من عمل النوع الأول.

هذه المقدمة نضعها لنتحدث عن موظفي المكاتب البريدية الذين يشعرون بالظلم والإهمال من إدارتهم ونشعر نحن الذين نراجع تلك المكاتب بهذا الظلم الذي يعانون منه.

شركة البريد -مع الأسف- بدأت خدماتها تتراجع منذ فترة غير قصيرة فالمكاتب أصبحت تعاني من نقص شديد في الموظفين فمكتب بريد تلاع العلي على سبيل المثال الذي أراجعه باستمرار ويراجعه مئات المواطنين كل يوم لا يوجد به سوى موظفة واحدة على الكاونتر وهذه الموظفة عليها أن تقبض مئات الفواتير كل يوم لشركة الكهرباء وشركة الاتصالات ووزارة المياه كما تقوم بتسليم الرسائل المسجلة والطرود لأصحابها ويضطر بعض المواطنين الذين لهم رسائل مسجلة أو طرود بريدية للانتظار أحيانا أكثر من ربع ساعة حتى يستلموا رسائلهم أو طرودهم بسبب ضغط العمل على هذه الموظفة.

موظفو المكاتب البريدية من النوع الأول من موظفي الدولة وهم يعانون من ظلم كبير جدا وقد أضربوا في الثالث والرابع من الشهر الحالي للمطالبة بحقوقهم وهي حقوق عادلة بكل المقاييس وسنعرض بعضها من خلال هذه الزاوية.

موظفو المكاتب البريدية يطالبون بالحماية الأمنية فالموظف الذي يعمل على الكاونتر يقبض كل يوم بين خمسة عشر ألفا وعشرين ألف دينار وعليه أن يودعها البنك في نهاية الدوام وقد قتل أحد موظفي البريد في الزرقاء من أجل سرقة المبالغ التي كان يحملها وسلب مبلغ وأحد وعشرين ألف دينار من موظف في مكتب بريد طارق لذلك يجب تأمين سيارة خاصة كما في البنوك لجمع المبالغ النقدية من المكاتب البريدية.

أما التأمين الصحي فالموظف يدفع شهريا اثني عشر دينارا وأفراد عائلته غير مؤمنين معه وإذا أراد تأمينهم يجب عليه أن يدفع مبلغ اثنين وثلاثين دينارا عن كل فرد منهم.

كذلك يطالب هؤلاء الموظفون بصرف علاوة صعوبة العمل لأن الذين يقبضون أثمان الفواتير يخسرون كل يوم بسبب ضغط العمل وهذه الخسارة يدفعونها من جيوبهم الخاصة.

أما العدالة في الرواتب فهي معدومة فالمديرون وكبار المسؤولين يتقاضون رواتب عالية جدا بينما الموظفون يتقاضون رواتب متدنية جدا.

وآخر مطالبات موظفي المكاتب البريدية صرف المكافآت للموظفين المسؤولين عن تجديد جوازات السفر وصندوق التوفير البريدي والمعونة الوطنية وصرف راتب الثالث عشر والرابع عشر للموظفين كما في معظم الشركات المشابهة.

مطالب موظفي المكاتب البريدية مطالب عادلة ونتمنى على مجلس إدارة هذه الشركة أن يحاور هؤلاء الموظفين وأن يصل معهم إلى صيغة مشتركة شريطة أن تكون عادلة.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   نزيه القسوس   جريدة الدستور