نقلت الأخبار أن بلدية القدس المحتلة الاسرائيلية تخطط لاقامة مستعمرة جديدة في بلدة سلوان العربية وأنها أقامت موقعا سياحيا هناك تمهيدا لاقامة المستوطنة السياحية عليه وأنها دعت السواح الى زيارة هذا الموقع وهذه المستعمرة الجديدة التي تنوي بلدية الاحتلال اقامتها ليست لأولى ولن تكون الأخيرة فأراضي الضفة الغربية المحتلة أصبحت مزروعة بالمستوطنات وهنالك مخططات اسرائيلية أخرى لاقامة المزيد من المستوطنات في هذه الأراضي لفرض الأمر الواقع وابتلاع أكبر مساحة ممكنة من أراضي الضفة الغربية المحتلة .

في المقابل فما زالت حركتا فتح وحماس تواصلان اجتماعاتهما في القاهرة برعاية مصرية من أجل التوصل الى اتفاق حول تشكيل حكومة فلسطينية جديدة وهذه الاجتماعات شبه متواصلة منذ انفصال قطاع غزة عن السلطة الفلسطينية ولم يصل الطرفان حتى الآن الى أي اتفاق لاعادة توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة وكل طرف يضع الحق واللوم على الطرف الآخر والرابح الوحيد من هذا الوضع هي اسرائيل التي تعلن دائما بالفم الملآن بأنها لا تجد طرفا يمثل الشعب الفلسطيني لكي تتفاوض معه فهل تتفاوض مع السلطة الفلسطينية المسؤولة عن الضفة الغربية فقط أم تتفاوض مع حماس المسؤولة عن قطاع غزة وأي طرف من هذين الطرفين هو المسؤول عن تمثيل الشعب الفلسطيني وفي حال التوصل الى اتفاق على اقامة الدولة الفلسطينية فمن هو الطرف الذي سيوقع على الاتفاق وهل سيلتزم به الطرف الآخر.

هنالك مثل يقول : لن يستطيع أحد مساعدتك اذا أنت لم تساعد نفسك وهذا المثل ينطبق تماما على الاخوة الفلسطينيين فكيف يطلب أشقاؤنا من العالم العربي والاسلامي ومن المجتمع الدولي أن يساعدهم ويقف الى جانب قضيتهم اذا هم لم يساعدوا أنفسهم ؟ . وهل وصلت الأمور بينهم الى نقطة اللاعودة بعد هذه الاجتماعات الماراثونية المتواصلة ؟ وهل نقاط الخلاف أصبحت متجذرة الى درجة لا يمكن معها أن يتغلبوا عليها أم أن هناك أطرافا خارجية مؤثرة على أحد الطرفين من مصلحتها أن تبقي الأمور على ما هي عليه ؟ .

ان أعضاء منظمتي فتح وحماس هم رفاق السلاح ويجب أن يكونوا شركاء في مقاومة الاحتلال والتصدي للمخططات الاسرائيلية التي تهدف الى ابتلاع الأراضي الفلسطينية المحتلة وتهجير الفلسطينيين من منازلهم والاستيلاء على أراضيهم واذا ما بقي الطرفان منفصلين وكل طرف يتشبث بمواقفه فان النتيجة أن الخاسر الوحيد من هذا الوضع هو الشعب الفلسطيني وعلى الطرفين أن ينظرا نظرة جدية الى ما يجري على الأرض وما تقوم به اسرائيل فهذا المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين معرض للانهيار بسبب الحفريات التي تقوم بها دائرة الآثار الاسرائيلية في أسفله وها هم المستوطنون المتطرفون يقتحمون هذا المسجد كل يوم تقريبا لأنهم يزعمون بأنه بني على أنقاض هيكل سليمان وها هي المستوطنات الاسرائيلية تطوق مدينة القدس المحتلة وتحتل جزءا كبيرا من أراضي الضفة الغربية المحتلة .

ان على فتح وحماس أن تدركا المخاطر الكبيرة التي يتعرض لها بلدهم وأن يضعوا أيديهم بأيدي بعض ليتصدوا للعدوان الاسرائيلي الغاشم وأن يتركوا خلافاتهم جانبا لأن هناك خطرا غاشما يتهدد قضيتهم ويهدد وجودهم .


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   نزيه القسوس   جريدة الدستور