لا يمر يوم لا تنقل فيه وكالات الأنباء أخبارا عن مشاريع إستيطانية جديدة أو إعتداءات على المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة وبعض المساجد في الأراضي الفلسطينية المحتلة وكل ذلك يجري تحت سمع وبصر الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومنظمات حقوق الإنسان العالمية ومع ذلك لا نسمع ولو بيانا واحدا يشجب هذه الممارسات الإسرائيلية وكأن هذه الدولة المارقة فوق كل القوانين الدولية ويحق لها ممارسة كل ما تريد من أعمال إستيطانية وإستفزازية في أراض محتلة وهي الأراضي الوحيدة في العالم التي ما تزال ترزح تحت الإحتلال .
آخر ما ورد من أخبار أن وزارة الجيش الإسرائيلي ووزارة المالية ودائرة أراضي إسرائيل وقعوا إتفاقا يتم بموجبه إخلاء بعض المعسكرات الإسرائيلية لبناء خمس وعشرين ألف وحدة إستيطانية وقد وصفت بعض المصادر الإسرائيلية هذا الإتفاق بأنه تاريخي .
كذلك فإن هناك مخططا إسرائيليا للإستيلاء على جبل الزيتون المقابل للمسجد الأقصى المبارك بحجة أن فيه مقبرة إسرائيلية قديمة وقد بدأ تنفيذ هذا المخطط بالفعل وذلك بزرع قبور إسرائيلية وهمية في المقبرة المذكورة تمهيدا للإستيلاء على الجبل بكامله .
الإنتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة مستمرة ولم تتوقف يوما واحدا وآخر هذه الإنتهاكات الإقتحام الذي قام به عدد من أفراد جنود البحرية وبعض المتطرفين اليهود وإثنين من أعضاء الكنيست الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك يوم الإثنين الماضي حيث تجولوا في ساحاته تحت حماية قوات الجيش الإسرائيلي
إن عمليات إقتحام المسجد الأقصى من قبل عصابات الإحتلال أصبحت عملا شبه يومي مما يؤكد أن العدو ماض في تنفيذ مخططاته التي تهدف إلى هدم هذا المسجد الذي هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين تمهيدا لإقامة الهيكل المزعوم مكانه حيث تم بالفعل إعداد المخططات اللازمة لإقامته على أنقاض المسجد الأقصى المبارك .
هذه الإعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى تتزامن مع إجراءات واسعة تقوم بها سلطات الإحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس الشرقية حيث تجري عمليات هدم منازل المواطنين العرب وطردهم منها ونزع هويات بعض المقدسيين وإقامة الحدائق التوراتية وهدم أحياء بكاملها لتغيير طبوغرافية المدينة المقدسة تمهيدا لتهويدها وإزالة الأبنية الوقفية والقصور الأموية المحاذية للمسجد الأقصى وإقامة عمارات سكنية مكانها.
هذا ما يحدث في الضفة الغربية المحتلة أما في قطاع غزة فالغارات الإسرائيلية تكاد تكون مستمرة وهي لا تميز بين طفل أو شيخ أو إمرأة ولا يمر يوم لا يسقط ضحايا نتيجة لهذه الغارات الوحشية التي أصبحت من الطقوس شبه اليومية لسكان هذا القطاع الذي ما زال يخضع للحصار منذ أكثر من خمس سنوات والعالم كله يتفرج عليه خصوصا دول الإتحاد الأوروبي التي تدعي دائما أنها حامية لحقوق الإنسان والتي لم تصدر بيانا واحدا تدين فيه هذا الحصار .
لا يوجد شعب في العالم يعاني ما يعانيه الشعب الفلسطيني فهذا الشعب يرزح تحت نير الإحتلال منذ العام 1967 ويخضع كل يوم لممارسات جنود الإحتلال الذين ينصبون الحواجز في كل أنحاء الضفة الغربية ويحولون حياة الفلسطينيين إلى جحيم ويعتقلون أكثر من عشرة آلاف أسير فلسطيني بينهم عدد من الأطفال والنساء .
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة نزيه القسوس جريدة الدستور