عند ظهور نتائج التوجيهي في بعض السنوات نفاجأ بأن بعض المدارس الحكومية لم ينجح فيها ولا طالب أو طالبة أو أن بعض هذه المدارس نجح فيها طالب أو طالبان وهذه حقيقة لا يستطيع مسؤولو وزارة التربية والتعليم إنكارها وقد كتبنا عن بعض هذه المدارس في السنوات السابقة في هذه الزاوية وذكرناها بالاسم.

امتحان التوجيهي كما هو معروف يجري مرتين في السنة مرة في نهاية الفصل الأول ومرة في نهاية الفصل الثاني وتظهر النتائج أيضا مرتين لذلك فإن نتائج الفصل الأول تعتبر مؤشرا لمسؤولي وزارة التربية والتعليم ولمديرياتها بالتحديد أي أن المدارس التي بها نسبة سقوط مئة بالمئة أو خمسة وتسعين بالمئة يمكن معرفتها بعد ظهور نتائج الفصل الأول وهذا الأمر يقودنا إلى سؤال مهم نطرحه على وزارة التربية والتعليم وهو: لماذا لا تكثف هذه الوزارة ممثلة بموجهيها التربويين رقابتها على هذه المدارس وعلى المعلمين الذين يدرسون صفوف التوجيهي؟. وما الفائدة من وجود إشراف تربوي إذا كان هذا الإشراف غير مجدي؟. ولماذا لا يحاسب المعلمون أو المعلمات المهملون والتي تكون نتائج طلابهم صفر؟.

هذه الأسئلة نطرحها على وزارة التربية والتعليم وعلى كل المسؤولين فيها من الوزير إلى مدراء التربية الذين يعتبرون المسؤولين الأساسيين عن مسألة سقوط طلاب التوجيهي في المدارس التابعة لهم.

مع الأسف الشديد لم نسمع حتى الآن أن وزارة التربية والتعليم قد قامت بدراسات ميدانية عن المدارس التي لا ينجح طلابها في التوجيهي أو لا ينجحون في مادة بعينها ليقفوا على الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذه النتائج ففي إحدى مدارس محافظة إربد وقبل بضع سنوات لم تنجح طالبات الصف التوجيهي في مادة اللغة الإنجليزية وبالطبع إذا ما بحثنا عن أسباب ذلك تكون هذه الأسباب في ضعف مستوى المعلمة التي تدرس هذه الطالبات وقد كتبنا في ذلك الوقت عن هذه المدرسة واعترفت مديرة المدرسة أن السبب هي المعلمة التي كانت تتغيب كثيرا عن هذه المدرسة فتبقى طالبات التوجيهي بلا معلمة.

هنالك مدارس تسمى المدارس الأقل حظا وهي المدارس البعيدة أو الموجودة في مناطق فقيرة وهذه المدارس كما يقول مسؤولو وزارة التربية والتعليم يرفض المعلمون والمعلمات العمل فيها بسبب ظروف المعيشة الصعبة في مناطقها لكننا هنا نتحدث عن مدارس موجودة في مدن كبيرة والمفروض أن مدرسيها ومدرساتها جامعيون مؤهلون لا تنقصهم الخبرة أو الكفاءة لكن نتائج طلابهم تكون سيئة جدا.

هذه الظاهرة؛ أي ظاهرة السقوط الجماعي في امتحان التوجيهي في بعض المدارس الحكومية يجب أن تحظى باهتمام وزير التربية والتعليم ومسؤولي هذه الوزارة وأن تجرى دراسة مفصلة ومعمقة لمعرفة الأسباب التي أدت إلى هذا السقوط الجماعي.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   نزيه القسوس   جريدة الدستور