أسماء عبد الحميد : قدوتي في الحياة السيدة خديجة ومعركتي هي معركة المرأة أينما كانت

دنماركية من أصل فلسطيني وهي أول مقدمة برامج محجبة في الإعلام  الأوروبي التقى بها: فادي عزام: أسماء عبد الحميد شابة دنماركية وهي من اصل فلسطيني حيث أثارت ضجة كبيرة لدى الرأي العام الدنماركي، حين أعلنت ترشيحها للبرلمان، كونها مسلمة محجبة تلتزم بتعليم الدين الاسلامي .

أسماء عبدالحميد (27 سنة) عملت مستشارة للشؤون الاجتماعية عن مدينة اودينسي.

وكانت أسماء قد شكلت سابقة في السنة 2006 حين أصبحت أول مقدمة برامج متحجبة على التلفزيون الوطني الدنماركي.

ومما ثار حفيضة رئيسة حزب الشعب الدنماركي 'بيا كييرسغارد التي قوت موقع حزبها بخطابها اليميني المتطرف وفكرة رفض المهاجرين المسلمين - على هذا الترشيح معتبرة أن الحجاب' غالبا ما يفرض على فتيات بريئات من رجال متسلطين'. وقالت إنها تشعر 'بنوع من الشفقة' على هذه المرأة.أما أسماء، فترد على هذا الهجوم بالقول 'إنني حرة حين أضع هذه القطعة من القماش على رأسي. انه خيار صائب بالنسبة لي.

وإنني أفضل إلقاء التحية على الرجال بوضع اليد على قلبي لأظهر صدقي واحترامي. لكنني لن اطلب أبدا من (نساء) أخريات أن يقمن بالمثل.

نالت أسماء بدعم وزيرة التربية السابقة اليسبيت غيرنير نيلسن، حيث ظهرت الوزيرة الدنماركية وهي ترتدي حجابا أمام المصورين والصحافيين. ودافعت عن الحق في الاختلاف وحرية التعبير والتسامح بين الأفكار التي تعبر عنها ووصفت الموقف ضد اسماء أنه ليس موقفا من الحجاب بل موقفا من المرأة وخيارتها

متى بدأت بارتداء الحجاب؟

بدأت بارتداء الحجاب عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري بناءً على قراري الشخصي.

كيف كانت ردود الفعل على الحجاب؟

كانت هناك ردود أفعال عديدة ذات طابع فضولي أو منفتح، ولكن كان هناك جماعة تعتقد أنني بارتدائي الحجاب اعتبر مضطهدة وأن الحجاب نفسه اضطهاد للنساء، وهذا ما عانيته في مجال عملي بالسياسة سواء في عملي في المجلس البلدي أو الوطني في الدنمارك. وفي عملي كمذيعة في التلفاز في برنامج' آدم وأسماء' ووجهت حينها بفكرة أن الحجاب اضطهاد للنساء وذهب بعضهم للقول أن من يرتدي الحجاب لا ينبغي أن يرشح لمجلس البرلمان وباعتقادي هذه العبارة قمة في الاضطهاد والتمييز بحد ذاتها.

كيف تمارسين عقيدتك في الدنمارك؟

إنها جزء من حياتي اليومية وأعتقد أنه من السهل أن تعيش في الدنمارك وأنت مسلم ومن السهل أن تمارس إيمانك لأن القيم الأساسية في الدنمارك تتماشى مع قيم الإسلام.

حرية التعبير وحرية الدين وحرية العقيدة وإمكانية اختيار الطريق الذي تشاء وكل هذه الأشياء من جوهر الإسلام. لذا فممارستك لإسلامك أمر سهل هنا، لكن ومن ناحية أخرى من الصعب جداً أن تكون شخصية عامة ومتديناً في نفس الوقت لأنه ينبغي عليك دائماً الإجابة على كثير من الأسئلة حول الدين سبق وأن أجبت عليها ومعظم هذه الأسئلة ليست موضوعية في الغالب وعليَّ أن أبعد نفسي عن الكثير مما يجري في العالم كالإرهاب مثلاً الذي لا أجده يتفق مع الإسلام في شيء ولكنه لسوء الحظ ارتبط بالإسلام والمسلمين.

إنها مسألة تثير التناقض أن تكون حياة الشخص المسلم في بلد غير مسلم أسهل من حياته في بلاد الإسلام أليس كذلك؟

لقد ميزت بين أن يكون الشخص عربياً أو مسلماً، تركياً أو مسلماً، بين أن يكون أوروبياً أو مسلماً، إن الإسلام هو طريقة حياة وهو دين أما الانتماءات الأخرى فهي متعلقة بأمور عرقية، إذن فالإسلام يمكن أن يُطبق بأي مجتمع أو مكان، وأنا أشعر أنه في بعض البلدان الأفريقية والشرق أوسطية تطبق التقاليد على أنها الدين نفسه من دون أي حد أدنى من المناقشة حتى وان كانت لا تتماشى مع الوقت الحاضر. وأنا عادة ما أمّيز بين التقاليد المتعلقة بالثقافة الأصلية للبلد وبين الإسلام. ويمكن للإسلام أن يزدهر في أي مجتمع.

هل لكِ أن تخبرينا عن مقابلة العمل التي أجريتها من أجل برنامج 'آدم وأسماء'؟

تلقيت مكالمة هاتفية من شبكة راديو وتلفزيون الدنمارك يطلبون مني الذهاب من أجل مقابلة. وأخبروني أنهم يريدون أن ينتجوا برنامج حوارياً يناقش مختلف القضايا وأرادوا مقدمين اثنين للبرنامج وكنت من المرشحين لذلك، فقد كانوا يراقبونني في وسائل الإعلام حيث كنت نشطة لوقت طويل فيها وبدأت التحضيرات والاختبارات وعندما انتهينا عرضوا علي العمل في البرنامج.

لماذا باعتقادك اختاروكِ للبرنامج؟

لقد سألت رئيسي آنذاك (آرن نوتكن )عن السبب وقال أنني الأفضل مهنيا لهذا العمل. كان هناك مرشحات محجبات وغير محجبات وكذلك رجال لكنه أكد لي أنني كنت الأفضل بينهم.

وما نوع هذا البرنامج وما طبيعته؟

إن 'آدم وأسماء ' برنامج حواري، هناك دائماً مقدمين اثنين وضيف ويمكن أن يكون الضيف رجل سياسة أو كاتباً أو محاوراً ونناقش معه مختلف القضايا الاجتماعية والدينية وقضايا الدمج لكي نصبح أكثر معرفة فيما يخص الأطياف المختلفة في المجتمع الدنمركي.

ماذا كانت ردود الفعل تجاه هذا العمل؟

كانت هناك ردود فعل قليلة بعد أن بثت الحلقة الأولى ولم تتعلق ردود الفعل بمحتوى العرض ولكن بكون أحد المقدمين امرأة محجبة (مسلمة). أما الحوار التالي فقد كان رائعاً . صحيح أنني عرفت أن هناك ردود فعل لكنني لم أدرك أنها ستكون كبيرة لتلك الدرجة ولكن التعايش مع ردود الفعل هذه جعلتني شخصاً أكثر قوةً.

لقد كنت المرأة المحجبة الأولى في قناة تلفزيونية أوروبية. هل تعتقدين أن هذا الأمر يعكس تغييراً في الموقف العام تجاه المسلمين وقضايا الحوار التي تدور حولهم؟

الحوار يتغير باستمرار في كلا الاتجاهين سلباً وإيجاباً والمناخ السياسي سيىء جداً وقمعي ويعتمد سياسة الاستبعاد، ومن ناحية أخرى فالمسلمون جزء من المجتمع وجزء من الحياة في الدنمارك وفي أوروبا. لذلك فمن الطبيعي تفعيل دور النساء المسلمات وإشراكهن في المجتمعات التي ينتمين إليها، وقد تم هذا الأمر بطرائق عدة ونحن نرى أن النساء المسلمات يتم تمثيلهن بشكل مختلف في أماكن عدة، في 'السوبرماركت' وفي الحضانة وفي التعليم في المدارس وفي المؤسسات العامة وأنا شخصياً أعمل كمستشارة اجتماعية. أصبحنا نرى النساء المسلمات في كل مكان ومن الأفضل أن نراهن أيضاً على شاشة التلفاز كمقدمات برامج وضيفات ومحاورات، ولم لا؟ يمكن للمرأة المسلمة أن تقوم بكل هذا إن كانت كفؤة وماهرة.

ما الذي تتمنين الحصول عليه لمجتمعك بشكل عام وللنساء المسلمات من خلال عملك في السياسة؟

أعتقد أن من المهم أن يصبح المجتمع أكثر انفتاحاً وأن تدرك الدنمارك أننا نعيش في عصر العولمة فما يجري في الدنمارك يصل صداه لكل أنحاء العالم، لذلك علينا أن ننفتح لنستمر في هذا العالم وارى أنه من واجبنا ونحن واحد من أغنى بلدان العالم أن نخلق المزيد من المساواة حتى تختفي الطبقة الدنيا من المجتمع فلدينا في الدنمارك عائلات تعيش تحت خط الفقر وهذه مشكلة كبيرة في حين تزداد الثروات في المجتمع

ويجب أن تعطى الأقليات في الدنمارك إمكانيات أفضل ولا أقول هذا لأنني من الأقليات ولكن لأنني أشعر أن كل شخص يجب أن يحصل على نفس الإمكانيات، فنحن لن نستطيع أن نفاخر بأننا نعيش في مجتمع ديمقراطي يدعم الحريات الأساسية وفي نفس الوقت يستبعد مجموعة من الناس من المجتمع لمجرد أنهم مختلفين فقط. نحن جميعاً مثل بعضنا البعض حتى لو اخترنا العيش بطريقة مختلفة فالدستور الدنماركي ينص على حرية الدين لذلك علينا أن نتقبل ونحترم هذه الحرية طالما أننا نؤمن بالقيم الديمقراطية الدنماركية. إن اختيار الشخص لطريقة حياته أمر شخصي فحريته تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين والعكس صحيح ولا بد أن يكون هناك وعي كبير تجاه هذه الحقيقة

هل ترين أن صورة المرأة المسلمة في الدنمارك قد تحسنت خلال السنوات الماضية؟

نعم قد تحسنت، فبالماضي قد يقول المرء أن المرأة المسلمة المتحجبة رمزاً للمرأة الحزينة والمضطهدة لكن اليوم ليس الأمر كذلك ، فهناك الكثير من النسوة اللواتي يخترن طريقهن بثقة، ولم يعد الأمر يتماشى مع النظرة الدنماركية للمرآة المسلمة وذلك لعدة أسباب فهناك العديد من النساء اللواتي يشاركن في النقاشات العامة حيث يساهمن في المجال المحلي والسياسي والمهني وبذلك يمكن ملاحظة التنوع عند عامة النساء المسلمات. إنه شيء إيجابي لكنه يتطلب مساهمة كلا الفريقين بمن فيهم المسلمين ويتطلب إصرار من قبل المرأة المسلمة على أن تكون جزءا من هذا المجتمع، إنها عملية طويلة وشاقة ويجب أن نتخلى بالصبر حتى نتمكن يوماً ما من الوصول إلى مرحلة لا تعبر فيها طريقة اللباس عن شخصية الفرد. أني أتطلع لليوم الذي يتحقق فيه هذا و أعتقد بأننا نسير على الطريق الصحيح.

 


المراجع

[/https://www.safsaf.org/11-2009/hiwarat/asmaa-abdelhamid.htm safsaf.org]

التصانيف

دنماركيون   العلوم الاجتماعية