كنا نفاخر كل العواصم العربية بأن عاصمتنا هي أنظف هذه العواصم على الإطلاق وهذه ليست شهادتنا نحن سكان هذه العاصمة لأن شهادتنا قد تكون مجروحة لكنها شهادات كل من زارها من عرب وأجانب.
لكن مع الأسف الشديد أصبحت النفايات متراكمة في عدد كبير من أحياء العاصمة وأصبحت هذه النفايات تشكل مكاره صحية إضافة إلى أنها مرتع خصب للذباب والصراصير وبعض الحشرات والقوارض ويبدو أن الترهل الذي لحق بعدد من وزاراتنا ودوائرنا الحكومية ومؤسساتنا العامة لحق أيضا بأمانة عمان الكبرى فهذه المؤسسة الضخمة أصبحت تعاني من مديونية كبيرة بعد أن كان لديها فائض في الأعوام السابقة ويقول مسؤولوها بأن عدد الكابسات والضاغطات الخاصة بجمع النفايات الموجودة لديها هو سبعون كابسة وضاغطة فقط بعد أن كان عددها بالمئات والسبب أن الكابسات والضاغطات التي لا تعمل معطلة ولا ندري كيف يمكن أن يتعطل هذا العدد الكبير من هذه الآليات الغالية الثمن مرة واحدة ولماذا لم تقم أجهزة الصيانة المختصة في أمانة عمان الكبرى بإصلاحها أولا بأول وكيف يمكن أن يتعطل كل هذا العدد مرة واحدة أو تتعطل على مراحل ولا يتم إصلاحها وهل من المعقول أن يبقى هذا العدد الكبير من هذه الكابسات والضاغطات واقفا ومعطلا ليأكله الصدأ ويصبح عبارة عن خردة علما بأن ثمنها يصل إلى عشرات الملايين من الدنانير ومن هو المسؤول عن هذا الإهمال غير المسبوق.
لجنة الأمانة الحالية ورئيسها غير مسؤولين عن هذا الخراب؛ لأنه خراب قديم ومتراكم والذين تسببوا بهذا الخراب قد يكونون الآن خارج الأمانة واللجنة الحالية ورئيسها يحاولون إصلاح ما يمكن إصلاحه لكن هناك بعض المعيقات التي تقف في طريقهم.
لجنة الأمانة تحاول أن تطرح عطاء الآن لشراء عدد من الكابسات والضاغطات بمبلغ أربعة عشر مليون دينار لكن ديوان المحاسبة أوقف هذا العطاء؛ لأنه يريد أن يعرف من أين ستأتي لجنة الأمانة بهذا المبلغ الكبير وهي تعاني من مديونية كبيرة.
لا نريد أن نكون طرفا في النقاش بين أمانة عمان وديوان المحاسبة لأن لكل طرف وجهة النظر الخاصة به لكننا نقول بأن هذا الإشكال يجب أن يحل؛ لإنقاذ عاصمتنا الحبيبة من كارثة بيئية محققة إذا لم يكن هناك حل لمشكلة جمع النفايات التي أصبحت منتشرة في كل مكان تقريبا ومن يشاهد الحاويات المنتشرة في معظم أحياء عمان يلاحظ أن النفايات الموجودة على الأرض حول هذه الحاويات أضعاف ما هو موجود في هذه الحاويات.
مواطنو العاصمة لا يهمهم كيف ستقوم أمانة عمان بحل هذه المشكلة ولا يهمهم أيضا الخلاف الدائر بينها وبين ديوان المحاسبة ما يهمهم فقط هو أن تعود عاصمتهم نظيفة جميلة لا توجد فيها نفايات منتشرة ومتراكمة في أحيائها الجميلة.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة نزيه القسوس جريدة الدستور