تقول الأخبار غير الرسمية أن هناك ثمانية عشر ألف مقاتل من خارج سوريا يدعمون المعارضين السوريين وأن الأموال تنهال عليهم وعلى المعارضة وكذلك الأسلحة عن طريق تركيا وكل ذلك يجري من أجل تنفيذ المخططات الأمريكية والأوروبية لإسقاط النظام في سوريا .
الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية تخطط منذ عدة سنوات لتصفية الأنظمة العربية المناوئة لإسرائيل والتي لا تنفذ سياساتها وإذا أردنا مثلا من الواقع لإثبات ما نقول فهذا هو العراق فقد أصر الرئيس الأميركي السابق جورج بوش على أن العراق يمتلك أسلحة الدمار الشامل وأقنع مجلس الأمن باتخاذ قرار باحتلال العراق وقد ثبت بالوجه القاطع أن هذا البلد العربي لا يمتلك أي نوع من أنواع هذه الأسلحة وها هو العراق يعود عشرات السنين إلى الوراء وهو ممزق لا بنية تحتية فيه وقد تشرد أكثر من خمسة ملايين عراقي في أنحاء العالم وقتل أكثر من مليون عراقي وتحمل مديونية هائلة لكن المهم أن حكم صدام حسين الذي كان يهدد إسرائيل قد انتهى وأن الحكم الحالي موال لأمريكا وأن النفط بأيدي شركات النفط الغربية ليضمنوا تدفقه إلى دولهم .
الآن تركيز الدول الغربية على سوريا وايران فإيران يجب أن لا تمتلك الأسلحة النووية لأن هذه الأسلحة تهدد إسرائيل وكل يوم تفرض عقوبات اقتصادية على هذا البلد وتصدر تهديدات عن قرب الهجوم عليه بل إن الأخبار التي ترشح تقول بأن خطط الهجوم عليه أصبحت جاهزة في وزارة الدفاع الأميركية وقد يشن هذا الهجوم في كل لحظة وفي المقابل فإن كل العالم يعرف أن إسرائيل تمتلك الأسلحة النووية لكن لا أحد يتحدث عن ذلك لأن إسرائيل فوق كل القوانين الدولية .
الآن يجري قتال شرس في سوريا وتدعم المعارضة السورية بالسلاح والمال والرجال من أجل إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد وهنالك مع الأسف بعض الدول العربية التي تدفع الأموال من أجل ذلك لكن السؤال المطروح هو لماذا سوريا ؟ .
الجواب على ذلك سهل وبسيط فسوريا هي التي تدعم حزب الله وسوريا هي التي تزود هذا الحزب بالأسلحة والصواريخ وحزب الله يهدد أمن إسرائيل ولديه صواريخ تستطيع أن تضرب العمق الإسرائيلي وكلنا نذكر عندما شنت إسرائيل الحرب على لبنان عام 2006 وحاولت إعادة احتلال الجنوب اللبناني لكنها لم تستطع التقدم خطوة واحدة بالرغم من كل إمكاناتها العسكرية وقد استطاع ثلاثة أو أربعة آلاف مقاتل من هذا الحزب صد العدوان الإسرائيلي .
الآن يجري قتال شرس في سوريا والدمار منتشر في عدد من المناطق السورية ولولا الموقف الحازم الذي تقفه روسيا والصين في مجلس الأمن لاستطاعت الولايات المتحدة استصدار قرار من هذا المجلس بمهاجمة سوريا لكن هذا الموقف الحازم من هاتين الدولتين هو الذي حال دون ذلك .
بعد العراق جاء الدور الآن على سوريا وإذا ما استطاعت المعارضة السورية إسقاط النظام فإن هناك دولا عربية مرشحة لإلحاقها بسوريا والعراق فالنفط العربي هذه السلعة الإستراتيجية التي لا يمكن للغرب أن يستغني عنها يجب أن تظل تحت السيطرة وأن لا تنقطع عنهم يوما واحدا .
الذين أيدوا احتلال العراق يؤيدون اليوم احتلال سوريا بل ويدعون اليه وهؤلاء سيأتي اليوم الذي سيندمون فيه على موقفهم هذا لأنهم سيكونون هم الضحايا القادمون .
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة نزيه القسوس جريدة الدستور