نتحدث دائما عن الاستثمار وعن التنمية المستدامة ومحاربة جيوب الفقر وتوفير فرص عمل للشباب الأردنيين وهذا الذي نتحدث عنه لن يتم بعقد الندوات أو التنظير بمناسبة وغير مناسبة بل يحتاج إلى خطط مدروسة وإلى تنفيذ هذه الخطط على الواقع وذلك بمشاريع استثمارية تحقق التنمية المستدامة وتوفر فرص عمل للشباب الأردنيين.

نحن نفترض أن لدينا خريطة استثمارية موجودة لدى هيئة تشجيع الاستثمار وهذه الخريطة بها عدة مشاريع على الورق لكنها مشاريع مدروسة بحيث تعرض على أي مستثمر يأتي إلى بلدنا لإقامة مشروع استثماري أو لأي مستثمر أردني أو مجموعة من المستثمرين.

هناك مشروع استثماري سياحي قد يكون من أنجح المشاريع لو تم تنفيذه وهو إعادة إعمار الحمة الأردنية فهذا الموقع من أفضل المواقع التي يمكن أن يقام فيها مشروع استثماري سياحي علاجي لأن به ينابيع مياه معدنية تتدفق بغزارة وبدرجات حرارة متفاوتة وقد أثبتت الفحوص المخبرية أن هذه المياه من أفضل المياه المعدنية ويمكن الاستشفاء بها من العديد من الأمراض كأمراض المفاصل أو الأمراض الجلدية.. الخ.

في العام 1966 تأسست شركة مساهمة عامة للاستثمار في موقع الحمة وقد قامت هذه الشركة ببناء فندق شعبي متواضع من عشر غرف وستة شاليهات شعبية أيضا وفي أواخر ثمانينيات القرن الماضي أضيف حوالي عشرين شاليها حديثا وكان المواطنون يتوافدون على هذا الموقع بشكل مستمر من مختلف مناطق الأردن ومن بعض الدول العربية الشقيقة ليقضوا هناك عدة أيام بين أحضان الطبيعة الخلابة والاستمتاع بالمياه المعدنية كما كان عمال هذه الشركة وموظفوها من سكان تلك المنطقة إضافة إلى ذلك فقد كان عدد من أهالي المخيبة الفوقى والمخيبة التحتا يبيعون بعض المشغولات اليدوية التي يصنعونها وبعض أنواع الأعشاب والفواكه للسائحين الذين يتوافدون على تلك المنطقة باستمرار أي أن وجود منتجع سياحي في تلك المنطقة كان مصدر رزق للعديد من الأسر في تلك المنطقة.

قبل بضع سنوات قرر أحد المستثمرين إقامة فندق من فئة خمس نجوم في تلك المنطقة فقامت جرافاته بهدم جميع الأبنية الموجودة في منطقة الحمة لكن هذا المستثمر اختلف مع بلدية المخيبة الفوقا على الأرض لأنه كان يريد أن يحصل على الأرض مجانا ومن دون أن يدفع ثمنها أو يستأجرها فقرر إلغاء المشروع بعد أن هدم جميع المباني والمرافق.

المطلوب الآن ليس إقامة فندق من فئة خمس نجوم وحرمان المواطنين العاديين من الذهاب إلى تلك المنطقة كما هي الحال الآن في حمامات ماعين. المطلوب بناء شاليهات شعبية وشاليهات غير شعبية بحيث يستطيع كل المواطنين من أغنياء ومتوسطي الحال الذهاب إلى هناك والاستمتاع بالمياه المعدنية والاستشفاء بها لأنه من غير المعقول أن تبقى مياه الحمة المعدنية تتدفق إلى نهر اليرموك دون أن نستفيد منها .

هذه الملاحظة نضعها بين يدي وزير السياحة وبين يدي هيئة تشجيع الاستثمار ووحدة الاستثمار في مؤسسة الضمان الاجتماعي متمنين أن تحظى بالاهتمام الذي تستحق.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   نزيه القسوس   جريدة الدستور