نشعر بالحزن والأسى كلما ذهبنا في زيارة إلى مدينة الكرك فالزائر يدور المدينة شارعا شارع وحارة حارة ولا يجد مكانا ليوقف سيارته لأن آخر مشروع سياحي نفذ فيها جعلها مدينة طاردة لأهلها ولزوارها فالشوارع أصبحت لا تتسع سوى لسيارة واحدة حتى أن الزائر لا يستطيع التوقف لدقيقتين لشراء زجاجة ماء والأرصفة أصبح عرضها صعفي أو ثلاثة أضعاف عرض الشوارع وصار الناس يوقفون سياراتهم على هذه الأرصفة التي يدعي مسؤولو السياحة أنها صممت بهذا الشكل حتى يستطيع السياح المشي عليها ونحن مع الأسف لم نشاهد سائحا واحدا يمشي لا على الأرصفة ولا في الأماكن الأثرية.
أما الفوضى المرورية فهي غير موجودة حتى في أكثر مدن العالم تخلفا ففي الشوارع الرئيسية التي بالكاد يتسع الشارع منها لسيارة واحدة نجد بعض المواطنين يوقفون سياراتهم بشكل مزدوج ويغلقون الشارع أحيانا ورجال السير يمرون من هذه الشوارع بدراجاتهم وكأنهم غير معنيين بما يجري أمامهم حتى أن بعض سائقي الباصات يوقفون باصاتهم في وسط الشارع من أجل إنزال الركاب أو تحميلهم ويتسببون بأزمات سير خانقة أمام أعين رجال السير.
أما الحكاية الأهم فهي حكاية الباصات هذه الحكاية القديمة الجديدة فالباصات التي تعمل على القرى كانت تقف في شارع طلال وتسبب أزمات سير خانقة في هذا الشارع علما بأن هذا الشارع شارع سكني وتقع على جانبه مدرسة كبيرة مع ما يسببه ذلك من ازعاجات للسكان، وكان بعض محافظي الكرك يمنعون وقوف هذه الباصات والبعض الآخر يسمح لهم بالعودة حسب الواسطات لكن في النهاية منعت هذه الباصات من الوقوف ووضع عدد من الباصات بجانب المسجد العمري لنقل الركاب من موقف الباصات في البركة إلى وسط المدينة وبالعكس لكن المفاجأة أن محافظ الكرك الحالي سمح لبعض الباصات التي يبدو أن أصحابها مدعومون من بعض الجهات المتنفذة للعودة إلى شارع طلال والحجة أنهم لا يقفون بل ينزلون الركاب ويحملون بدلا منهم ركابا جدد وبالطبع فإن شارع طلال كغيره من الشوارع التي نالتها بركة المشروع السياحي بالكاد يتسع لسيارة أو لباص فنجد هناك دائما أزمات سير خانقة والسيارات تطلق منبهاتها من أجل فتح الطريق والمواطنون الذين يسكنون هذا الشارع وطلاب المدرسة عليهم أن يتحملوا هذا الازعاج رغما عنهم.
ويتساءل المواطنون لماذا سمح مسؤولو المحافظة لهذه الباصات بالعودة إلى شارع طلال هذا الشارع السكني مع أنها كانت ممنوعة؟. ولماذا تدخل هذه الباصات إلى قلب المدينة وتزيد من أزمات السير الخانقة مع أن هناك باصات خاصة لنقل الركاب من المدينة إلى تجمع الباصات في البركة. أليس هذا الاجراء بالسماح لهذه الباصات بالعودة إلى شارع طلال يثير التساؤل؟.
نتمنى أن يلغى قرار السماح للباصات بالعودة إلى شارع طلال مهما كانت الأسباب لأن هذا الشارع شارع سكني وبه مدرسة ولا تحتمل المدينة أزمات سير جديدة أكثر من الأزمات التي تعاني منها حاليا.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة نزيه القسوس جريدة الدستور