يحتفل الأردنيون غدا بمناسبة عزيزة على قلب كل واحد منهم هي عيد الأم ويحتفل مع الأردنيين أيضا بهذه المناسبة عدد من الدول العربية أما باقي دول العالم التي تحتفل بهذا العيد فلكل منها تاريخ تحتفل به يختلف عن الدول الأخرى.

في هذا العيد يقوم الأبناء بتكريم أمهاتهم وكذلك الأزواج بتكريم زوجاتهم وتحتفل معظم العائلات بهذا العيد داخل منازلها تقديرا من أفراد العائلة لدور الأم في بناء البيت وتربية الأطفال والعمل جنبا إلى جنب مع زوجها وتحملها لمسؤوليات كبيرة فهي في الغالب تعمل في الخارج وعليها تدريس أبنائها الصغار والعناية بالأطفال وإعداد الطعام وتنظيف البيت... الخ وهي سعيدة بكل هذه الأعمال المتعبة والشاقة ما دامت ترى أطفالها يكبرون ويشبون عن الطوق ليصبحوا فتيانا ثم شبابا يتخرجون من الجامعات وينطلقون إلى العمل ويتزوجون ويؤسسون بيوتا جديدة ويملأ قلب الأم السعادة عندما تشاهد أحفادها يزورونها ويلعبون حولها وكما يقول المثل (ما أغلى من الولد إلا ولد الولد).

في هذا اليوم نهنىء كل الأمهات بهذا العيد لكننا أيضا نشعر بالحزن والأسى عندما نسمع عن بعض الأمهات اللواتي هجرهن أبناؤهن وصاروا لا يتعرفون عليهن أبدا ونشعر بالحزن والأسى أكثر عندما نسمع أن أما لا تجد لقمة العيش مع أن لها أكثر من ابن مقتدر لكنه لا يريد أن يساعد والدته فتضطر إلى إقامة دعوى نفقة عليهم حتى تستطيع العيش لأنها لا يوجد لها مصدر دخل أبدا.

وهنالك أمهات يملكن العقارات لكنهن ارتكبن غلطة مميتة عندما تنازلن لأبنائهن عن هذه العقارات وبعد ذلك لم يتعرف عليهن هؤلاء الأبناء بعد أن حصلوا على ما يريدون.

في دور العجزة هنالك العشرات من الأمهات الطاعنات في السن واللاتي وضعهن أبناؤهن في هذه الملاجىء ونحن هنا قد نعذر بعض الحالات لأنه قد لا يوجد من يخدم هذه الأمهات لكن من غير المعقول أن لا يزور أبناء هذه الأمهات أمهاتهم حتى في الأعياد أو في أي مناسبة أخرى وهذا هو منتهى العقوق.

هنالك قصص وحكايات كثيرة نسمعها عن عقوق الوالدين وهذه القصص تترك جراحا في النفس والقلب لأنه من غير المعقول أن يكون أي إنسان عاقا بوالدته.

لقد أوصت الأديان جميعا برعاية الأم والأب وهنالك حديث للنبي صلى الله عليه وسلم عندما سأله أحدهم: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحبتي قال أمك. قال ثم من قال أمك. قال ثم من قال أمك. قال ثم من قال أبوك.

على كل حال في هذا اليوم الذي نحتفل به بعيد الأم نقول لجميع الأمهات كل عام وأنتن بخير ونتمنى أن يعيده الله عليكن بالصحة والعافية وأن تكونن دائما الحضن الدافىء لأبنائكن حتى العاقين منهم لأن الأم لا يمكن أن تحقد على أحد أبنائها حتى لو كان عاقا.


المراجع

addustour.com

التصانيف

صحافة   نزيه القسوس   جريدة الدستور