يبدأ الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم زيارة للأردن وذلك بعد أن أنهى زيارة مماثلة لاسرائيل وللسلطة الفلسطينية وبعد أن تولى فترته الرئاسية الثانية وهذه الزيارة إلى المنطقة هي الأولى منذ أن تولى سلطاته كرئيس للولايات المتحدة الأميركية .

تقول الأنباء التي رشحت من العاصمة الأميركية بأن الرئيس أوباما لا يحمل معه مشروعا أو مقترحا لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي لكنه سيبحث بعض الاحتمالات من أجل استئناف مفاوضات السلام بين الطرفين لايجاد حل يمكن أن يؤدي إلى قيام سلام في المنطقة عن طريق حل الدولتين .

لكن يبدو أن الأهم في هذه الزيارة كما يقول المراقبون السياسيون هو بحث الملف النووي الايراني وتطمين الاسرائيليين الذين يتخوفون من توصل إيران إلى صنع أسلحة نووية وقد سبقت تصريحات الرئيس أوباما زيارته لاسرائيل حين أعلن بأنه لن يسمح لايران بامتلاك أسلحة نووية وأن كل الخيارات مطروحة على الطاولة إذا ما ثبت أن إيران ستقوم بتصنيع الأسلحة النووية بما فيها الخيار العسكري وهذه التصريحات جاءت بالتأكيد لتطمين إسرائيل قبل الوصول اليها .

المشروع الأميركي الذي طرحه الرئيس أوباما عند توليه فترة رئاسته الأولى لحل الصراع العربي الاسرائيلي تحطم على صخرة العناد والرفض الاسرائيلي وتصريحات الرئيس الأميركي في ذلك الوقت عن ضرورة قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل وأن المستوطنات الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة هي مستوطنات غير قانونية هذا المشروع أصبح من الماضي خصوصا وأن اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة يدعم بشدة سياسات رئيس الوزراء الاسرائيلي وهذا اللوبي قادر على التأثير في السياسة الخارجية الأميركية .

لا يتوقع المراقبون أن تسفر زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة عن أي نتائج ملموسة بالنسبة للصراع الفلسطيني الاسرائيلي لأن سياسات حزب الليكود الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو لن تتغير خصوصا بعد تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة والتي يتمتع فيها حزب الليكود بالأغلبية فهذا الحزب سيواصل سياساته السابقة والتي تتمثل في زيادة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وعدم السماح بقيام دولة فلسطينية مستقلة والاستمرار في سياسة تهويد الأراضي الفلسطينية .

أما بالنسبة لزيارة الرئيس أوباما للأردن ولقائه مع جلالة الملك عبد الله الثاني فهي بالتأكيد زيارة مفيدة خصوصا وأن بلدنا يعاني من مشكلة اللاجئين السوريين الذين يتدفقون يوميا على أراضيه وصعوبة التعامل مع هذا الملف الذي أصبح فوق طاقة الأردن لأن وجود هذا العدد الضخم من اللاجئين السوريين يحتاج إلى جهد دولي كبير لدعم الأردن الذي يعتبر دولة محدودة الموارد وبحاجة إلى دعم دولي سريع .

وإذا أردنا أن نكون موضوعيين في تحليلنا لهذه الزيارة فالرئيس الأميركي مرحب به في بلدنا لأن الولايات المتحدة وقفت معنا كثيرا وقدمت لنا الدعم المادي في كل الأوقات وما زالت تقدم وعلاقات الأردن معها سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي هي علاقات تاريخية مميزة وهذه العلاقات يجب أن تستمر بغض النظر عن كل الأصوات التي تدعو إلى غير ذلك لأن تقوية هذه العلاقات يعتبر في صالح الأردن الدولة وصالح السياسة الخارجية الأردنية والسياسة الاقتصادية والأصوات التي نتحدث عنها يجب أن تعيد النظر في مواقفها وأن تفكر بعمق قبل أن تعلن سياساتها المعادية .


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   نزيه القسوس   جريدة الدستور