الضمان الاجتماعي نعمة من الله للمواطنين الأردنيين لكي يحفظ لهم شيخوختهم وكرامتهم فلا يعتمدون على أبنائهم في معيشتهم ولا يحتاجون أحدا على الاطلاق لأن لهم راتبا تقاعديا يغنيهم عن كل الناس وخصوصا عن الأبناء.

في لبنان على سبيل المثال فإن أي موظف في القطاع الخاص ليس له تقاعد لذلك نجد أن الأبناء هم المسؤولون عن آبائهم وأمهاتهم وهذا يشكل عبئا كبيرا عليهم لأن المفروض أن هؤلاء الأبناء سيتزوجون ويكونون عائلات وأولادا بحاجة إلى المدارس والعلاج.. الخ.

في بلدنا غطى الضمان كل الشرائح العاملة في القطاع الخاص لكن هناك شرائح تعمل عملا غير منظم لأن عملها غير ثابت مثل فئة السائقين، وهؤلاء السائقون لا يخضعون لمظلة الضمان الاجتماعي لكن قانون الضمان أتاح لهؤلاء السائقين الاشتراك بشكل إختياري فأي سائق يستطيع الاشتراك في الضمان الاجتماعي بحيث يدفع مبلغا محددا كل شهر حسب الراتب التقاعدي الذي يقرره هو وعند إنتهاء مدة الاشتراك المقررة سيحصل على راتب تقاعدي يحفظ له شيخوخته وكرامته فلا يحتاج كائنا من كان.

هناك فئات كثيرة لا تخضع لمظلة الضمان الاجتماعي وهذه الفئات هي فئات التجار والمهنيين على إختلاف أنواعهم وبعض هؤلاء قد يرغبون في الانضمام للفئات المشاركة في الضمان الاجتماعي لكنهم لا يعرفون كيف ينضمون ونحن من على هذا المنبر نقول لهم أن بامكانهم مراجعة أي فرع لمؤسسة الضمان الاجتماعي والاستفسار من الموظفين عن كيفية الاشتراك في الضمان والراتب التقاعدي المناسب وقيمة القسط الشهري الذي يجب أن يدفعه المشترك إختياريا للضمان.

قبل عدة سنوات أقنع أحد المواطنين شقيقه الذي يعمل سائقا على إحدى الشاحنات بضرورة الاشتراك في الضمان الاجتماعي اشتراكا اختياريا وبعد أن اشترك هذا السائق لمدة سنتين قرر أن يلغي اشتراكه لأنه كان شابا معتدا بقوته وصحته وكانت حجته أنه من غير المعقول أن يظل يدفع كل شهر القسط المقرر لحوالي عشرين عاما.

وقبل أن يذهب هذا السائق إلى مؤسسة الضمان لالغاء إشتراكه بيومين فقط نقله ذووه إلى المستشفى بحالة طارئة وخضع لعملية جراحية كبرى لم تكن تخطر على باله أو بال ذويه والنتيجة أنه لم يستطع مواصلة عمله كسائق على شاحنته على الخطوط الخارجية وحصل على راتب تقاعدي من الضمان وهو اليوم لولا هذا الراتب لكانت أوضاعه المعيشية من أسوأ ما يمكن.

الاشتراك الاختياري في الضمان الاجتماعي مسألة ضرورية جدا لغير العاملين في مؤسسات منظمة وهذه الفئات التي نقصدها سوف تحفظ شيخوختها وتحفظ كرامتها عندما يتقدم بها العمر وتصبح غير قادرة على العمل فلا تمد يدها لأبنائها أو لصندوق المعونة الوطنية بل تعتمد على الراتب الذي تتقاضاه من مؤسسة الضمان الاجتماعي.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   نزيه القسوس   جريدة الدستور