تعتمد شركة توليد الكهرباء في إنتاجها من الكهرباء على المشتقات البترولية وهذه المشتقات مرتفعة الثمن لذلك فإن إنتاج الكيلو وات الواحد يكلف مائة وتسعين فلسا وعندما يكون الغاز المصري متاحا فإن الكلفة تنزل الربع تقريبا ومع ذلك تظل الشركة تحقق الخسائر لأن سعر كيلو الكهرباء الذي يدفعه المواطن والمصانع والشركات متدني نسبة لتكلفة إنتاجه.

هناك دراسة أعدها قبل حوالي السنة أحد أساتذة الجامعة الأردنية ممن يحملون رتبة الاستاذية في هندسة الكهرباء بناء على تكليف من رئاسة الوزراء عن إنتاج الكهرباء في الأردن وأفضل السبل لإنتاج كهرباء رخيصة الثمن فكانت نتيجة الدراسة أن الأردن بإمكانه إنتاج كهرباء لا تزيد كلفة الكيلو وات فيها عن خمسة وعشرين فلسا وذلك عن طريق إستعمال الفحم الحجري بدلا من البترول.

وقد يقول قائل بأن الفحم الحجري يلوث البيئة بعد حرقه وهذا كلام سليم مئة بالمئة لكن اليوم هناك أساليب علمية للقضاء على التلوث الناتج عن إحتراق الفحم الحجري ولإثبات جدوى إستعمال الفحم الحجري فإن نسبة إستعمال الفحم الحجري في الولايات المتحدة الأميركية في إنتاج الكهرباء هو ستة وأربعون بالمئة أما النسبة الباقية فهي من المفاعلات النووية أما المشتقات البترولية فلا تشكل إلا نسبة ضئيلة جدا من هذا الإنتاج.

الدراسة العلمية المذكورة والمهمة جدا رفعها رئيس الجامعة الأردنية إلى السيد رئيس الوزراء الذي حولها بدوره إلى وزارة الطاقة لإبداء الرأي لكن مع الأسف فإن هذه الوزارة لم تجب الرئيس حتى هذه اللحظة ولم تعط رأيها في الدراسة المذكورة بالرغم من مرور حوالي السنة على تحويلها إليها.

خسائر شركة توليد الكهرباء تسبب قلقا كبيرا للحكومة وللمواطنين فقد تجاوزت هذه الخسائر المليار دينار وهي مستمرة في الصعود بسبب الإنقطاعات المتكررة للغاز المصري وكما أعلن السيد رئيس الوزراء فإنه لا يوجد حل لهذه الخسائر سوى رفع سعر الكهرباء على الشرائح التي يتجاوز صرفها ستمائة كيلو وات في الشهر أو أكثر من خمسين دينارا من أجل تعويض خسائر الشركة التي تزيد شهرا بعد شهر.

الدراسة التي أعدها الأستاذ الجامعي هي بالتأكيد دراسة مهمة ويجب أن يطلع عليها مجلس الوزراء بعد أن تكتب وزارة الطاقة مطالعتها عليها وإذا كان البعض يتحفظ كما قلنا على إستعمال الفحم الحجري فإن معظم دول العالم تستخدم هذه المادة في إنتاج الكهرباء وتحويل الماتورات الخاصة في شركة توليد الكهرباء للعمل على الفحم الحجري لا يحتاج إلا لتغيير الحارقات فقط كما تقول الدراسة.

لدينا في الأردن مئات الآلاف من أطنان الصخر الزيتي ومع ذلك لا نستغل هذه المادة لا في إنتاج النفط ولا في توليد الكهرباء ونعقد دائما الندوات عن الصخر الزيتي ونستمع إلى المحاضرات عن أهمية هذه المادة لكننا لم نفعل شيئا جديا حتى الآن لإنتاج البترول منها.

مسألة إنتاج الكهرباء عن طريق إستعمال الفحم الحجري مسألة مهمة وتستحق البحث والدراسة


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   نزيه القسوس   جريدة الدستور