نثمن ونقدر القرار الذي اتخذه الدكتور محمد الذنيبات وزير التربية والتعليم بعدم تحويل أي معلم إلى وظيفة إدارية وذلك لأن المعلم يجب أن يمارس التدريس وكلما زادت تجربته في التعليم وخبرته كانت الاستفادة منه أفضل فلماذا نحوله إلى موظف إداري بعد أن خدم خمس عشرة سنة أو أكثر.
هذا القرار الذي اتخذه وزير التربية والتعليم يجب أن يكون له قرار مشابه في وزارة الصحة بحيث يمنع تحويل أي طبيب إلى وظيفة إدارية كما يحصل الآن فمن غير المعقول أن نحول طبيبا أخصائيا إكتسب خبرة طويلة في إختصاصه إلى موظف إداري فينسى الطب وينسى المهنة ونخسر هذه الخبرة الطويلة والتجربة الثرية.
الوظائف الفنية أو المهنية يكتسب أصحابها الخبرات كلما تقدمت بهم السنوات ويصبحون خبراء في مهنهم فالمعلم الذي خدم عشر سنوات لديه خبرة أكثر من المعلم الذي لديه خبرة ثلاث سنوات والمعلم الذي له خبرة عشرين سنة في التدريس يمكن أن يرفع أو ينقل إلى الاشراف التربوي حتى يشرف على المعلمين الجدد ويمكن أن يعطي محاضرات تربوية لكن ليس إلى الديوان أو إلى وظيفة كتابية ونخسر خبرته الطويلة في التدريس.
بعض الأطباء المميزين الذين حصلوا على إختصاصات طبية متميزة وغالبا ما يكونوا قد أرسلوا في بعثات إلى إحدى الدول الأجنبية وكلفوا الدولة مبالغ مالية كبيرة ينقلون ليشغلوا وظائف إدارية في وزارة الصحة أو في بعض المؤسسات الطبية وهؤلاء الأطباء لا يعودون إلى ممارسة إختصاصهم الطبي بل يظلون يمارسون العمل الاداري إلى أن يحالوا إلى التقاعد وعندها يكونون قد تقدم بهم العمر ولا يفتحون عيادات خاصة لأنهم نسيوا العلم الذي تعلموه بسبب ممارستهم العمل الاداري لسنوات طويلة.
العمل الاداري يجب أن يمارسه أناس متخصصون بهذا العمل وليس معلمين أو أطباء وهنالك أعداد كبيرة من خريجي الجامعات في مجال الادارة ويمكن أن يمارس هؤلاء العمل الاداري ويكتسبون به خبرات طويلة كلما قضوا فترة أطول في العمل ومن ثم يصبحون خبراء أما أن ننقل معلما متميزا ليس لديه أي خبرة إدارية إلى وظيفة غير وظيفة التدريس أو ننقل طبيبا أخصائيا لم يمارس العمل الاداري في حياته إلى وظيفة إدارية فهذه مسألة غير مقبولة أبدا.
في دول العالم المتقدمة تحافظ هذه الدول على الخبرات التي إكتسبها أبناؤها في مختلف المجالات فلا تنقل طبيبا أخصائيا متميزا إلى وظيفة إدارية ولا تنقل معلما إلى وظيفة غير وظيفة التدريس ولا مهندسا إلى وظيفة ليس لها علاقة بالهندسة لذلك نجد أن هذه الدول تقدمت كثيرا في العديد من المجالات وقام أبناؤها بالكثير من الاختراعات التي عادت بالنفع والفائدة على البشرية ولولا الخبرات والتجارب التي حصل عليها هؤلاء الأبناء في مجال إختصاصهم نتيجة للخبرات الطويلة لما استطاعوا أن يبحثوا وأن يبدعوا ويخترعوا ويحققوا المعجزات ويجعلون دولهم من أغنى وأفضل الدول في العالم بسبب المخترعات التي قاموا بها.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة نزيه القسوس جريدة الدستور