لا يلتقي جلالة الملك مع الوزراء إلا ويدعوهم إلى النزول إلى الميدان وتفقد أحوال المواطنين لأن الجلوس داخل المكاتب المغلقة لا يمكن أن يعطي الوزير أو أي مسؤول صورة حقيقية عن الواقع وقد ذهب القائد نفسه إلى عشرات المواقع وتفقد سير العمل وشاهد بأم عينه كيف يجري العمل في بعض مؤسسات الدولة وأين الخلل وكم أعطى تعليماته لتصويب بعض الأوضاع.

عندما إجتمع جلالة الملك مع مجلس الوزراء خلال الاسبوع الماضي دعاهم إلى النزول للميدان وتفقد أوضاع المواطنين وهذه سنّة جلالته دائما.

مع الأسف الشديد ومن تجاربنا السابقة مع معظم الوزراء السابقين فانهم يفضلون الجلوس في مكاتبهم المبردة صيفا والمدفئة شتاء ولا يحبون النزول إلى الميدان والأمرّ من ذلك أن بعض الوزراء يغلقون عليهم مكاتبهم ويضعون السكرتيرات ومدراء المكاتب خلف أبوابهم حتى يمنعوا عنهم المواطنين أصحاب الحاجات فيأتي المواطن من الكرك على سبيل المثال أو إربد ليراجع الوزير في قضية تهمه فلا يستطيع مع أن الوزير موجود لكن طاقم المكتب يمنعه من ذلك ولأن معاليه أيضا لا يحب أن يرى المراجعين.

في بعض الدول يمنع مراجعة أي مسؤول قبل الساعة الحادية عشرة صباحا لكن بعد هذه الساعة يستطيع أي مواطن أن يراجع أي مسؤول ويشرح له قضيته إن كان له قضية، فلا ينقص من قيمة الوزير أن ينزل إلى الميدان بل بالعكس من ذلك فإن احترامه يزيد عند الناس.

إن الأردن بلد صغير إلى حد ما وباستثناء العقبة فإن زيارة أي مدينة أردنية لا تستغرق أكثر من ساعة ونصف إلى ساعتين وسيارات الوزراء سيارات جديدة وفارهة ومريحة ولا يتعب الراكب بها فلو قام أي وزير بزيارة لأي مدينة أردنية فإنه يذهب ويعود قبل أن تنتهي ساعات العمل الرسمي.

إن الزيارات الميدانية مسألة ضرورية جدا وهي رغبة جلالة الملك التي يبديها دائما ونحن نطالب رئيس الوزراء واجبا وهو أن يوجه الوزراء بتخصيص يوم في الأسبوع لزيارة إحدى المناطق في زيارة عمل وتقديم تقرير إلى مجلس الوزراء عما أنجز في هذه الزيارة لتصبح هذه الزيارات في المستقبل جزءا لا يتجزأ من عمل الوزراء.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   نزيه القسوس   جريدة الدستور