صندوق دعم البحث العلمي تأسس في وزارة التعليم العالي من أجل دعم طلاب الماجستير والدكتوراه وذلك لدعم الرسائل التي يقدمونها والتي من المفروض أن تضيف شيئا جديدا للبحوث العلمية الوطنية.

من شروط منح طلاب الدكتوراه مِنَحْ دعم البحث العلمي أن يكون الطالب قد أنهى دراسة الماجستير بعد أن قدم رسالة ولا يعطى الطالب الذي نجح على أساس الامتحان الشامل وهنا تكمن المفارقة غير المعقولة.

معظم طلاب الماجستير يفضلون الحصول على شهاداتهم عن طريق تقديم رسالة في نهاية الدراسة وأنا شخصيا أعرف طالبة تأخرت فصلين من أجل إيجاد مشرف على رسالة الماجستير لكنها لم تجد فاضطرت إلى التقدم للامتحان الشامل من أجل التخرج فهل تعتبر هذه الطالبة متخاذلة في دراستها علما بأن ترتيبها على زملائها الأول وبمعدل ممتاز فهل تحرم هذه الطالبة من منحة صندوق البحث العلمي أثناء دراستها الدكتوراه لأنها لم تحصل على شهادة الماجستير عن طريق تقديم رسالة؟.

لا ندري من الذي وضع نظام المنح لصندوق دعم البحث العلمي ولا ندري كيف قرر عدم دعم طلاب الدكتوراه المتفوقين جدا لأنهم حصلوا على شهادة الماجستير عن طريق الامتحان الشامل وليس عن طريق تقديم رسالة وهل بحث هؤلاء أو سألوا لماذا يتقدم بعض الطلاب المتفوقين للإمتحان الشامل وليس عن طريق تقديم رسالة؟.

والسؤال الذي نسأله للمشرفين على صندوق دعم البحث العلمي هو: ماذا يفعل الطالب الذي يدرس الماجستير إذا لم يجد أستاذا يشرف على رسالته؟. هل يلجأ إلى أستاذ من خارج الوطن؟.

وزيادة في تأكيد ما نقوله فإننا نسأل سؤالا منطقيا لمسؤولي الصندوق وهو أن هناك الآن سبعة وعشرين طالبا يدرسون الدكتوراه في تخصص الحقوق في الجامعة الأردنية فهل يجيبني مسؤولو صندوق دعم البحث العلمي من أين يأتي كل هذا العدد بمشرفين على رسائل الدكتوراه الخاصة بهم؟. وكيف تقبل الجامعة كل هذا العدد وهي تعرف بأنه لا يوجد هذا العدد الكافي من الأساتذة القادرين على الاشراف على رسائلهم الجامعية.

نظام صندوق دعم البحث العلمي الحالي نظام عقيم ويجب إعادة دراسته وتغيير النقاط السلبية فيه حتى يستفيد منه أكبر عدد من طلاب الدراسات العليا وحتى يؤدي الغرض من إنشائه وإلا ما الفائدة من وجوده إذا كان لا يخدم جميع الطلاب الذين يدرسون الدكتوراه سواء الذين حصلوا على شهادات الماجستير عن طريق الامتحان الشامل أو عن طريق تقديم رسالة.

صندوق دعم البحث العلمي صندوق أنشيء من أجل دعم الطلاب المتفوقين والذين لديهم القدرة على إضافة مضامين جديدة إلى البحث العلمي وإبتكار أساليب جديدة تساعد في تقديم المزيد من الإضاءات في هذا المجال ونحن نتمنى على القائمين على هذا الصندوق أن يعيدوا دراسة شروط الاستفادة منه حتى تعم الفائدة على جميع الطلاب بدون تمييز علما بأن هناك طلابا حصلوا على شهادات الماجستير عن طريق الامتحان الشامل لأنهم لم يجدوا مشرفين على رسائلهم لكنهم يملكون قدرات إبداعية مميزة.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   نزيه القسوس   جريدة الدستور