الصورة مثل الوثيقة لها أهمية تاريخية كبيرة والاحتفاظ بالصور يعني الاحتفاظ بجزء من التاريخ.
في المكتبة الوطنية يوجد حوالي نصف مليون صورة من مختلف العقود وأقدم صورة من عام 1380 وكلها عن الأردن وهذه الصور زود بها المكتبة الوطنية مواطنون لذلك فإننا ندعو جميع الذين لديهم صور مهمة أن يزودوا بها المكتبة الوطنية هذه المؤسسة التي نحتفظ فيها بتاريخ الأردن علما بأن هناك اليوم طرقا حديثة ومتطورة للاحتفاظ بالصور والاحتفاظ بها في الحقائب أو المغلقات سينهي عمر هذه الصور بسرعة.
المكتبة الوطنية تحتفظ بمئات الآلاف من الوثائق التاريخية وتضع ستمائة ألف وثيقة على موقعها على الشبكة العنكبوتية يستطيع من شاء الاطلاع عليها وهي أول مكتبة على مستوى الاقليم تضع وثائقها على الشبكة العنكبوتية وهذا معناه إتاحة الفرصة لجميع الناس للإطلاع عليها وقد بلغ معدل الدخول اليومي على موقع المكتبة الوطنية للإطلاع على هذه الوثائق ما بين مائتين وأربعين شخصا إلى مائتين وخمسين.
في مكتبتنا الوطنية يقبع تاريخ الأردن الموثق وهنالك وثائق تاريخية نادرة جدا وقد لا يعرف البعض أن هناك خمسة وخمسين ألف عنوان لكتب كتبها مؤلفون أردنيون ومائة وستين ألف كتاب لهؤلاء المؤلفين موجودة على رفوف هذه المكتبة.
يحق للأردن والأردنيين أن يفخروا بمكتبتهم الوطنية وبما حققته حتى الآن كما يحق لنا جميعا أن نفخر بما حققه الأردنيون في مجال الثقافة فالمحتوى العربي على الشبكة العنكبوتية لا يتجاوز واحد بالمئة على مستوى العالم وهذا المحتوى يشكل الأردن ثمانين بالمئة منه وتشكل باقي الدول العربية عشرين بالمئة فقط.
لقد تقدم الأردن على جميع المستويات وخصوصا على مستوى الثقافة والجذب الثقافي فبعد أن منعت الرقابة المسبقة على المطبوعات من قبل دائرة المطبوعات جاء لبلدنا المئات من المؤلفين العرب الذين لا يستطيعون طباعة كتبهم في بلدانهم بسبب الرقابة المسبقة وقد لا يصدق البعض أن ثمانمائة كتاب أو عنوان طبعت في الأردن عام 2012 لمؤلفين عرب منها مائة وأربعة وثمانون عنوانا لمؤلفين جزائريين ومن المتوقع أن يرتفع عدد العناوين في نهاية هذا العام إلى ألف عنوان.
لقد قطع الأردن شوطا طويلا على طريق الحرية والديمقراطية وهذا السقف العالي من الحرية هو الذي جعل المبدعين العرب يفدون إلى بلدنا ليطبعوا كتبهم لأنهم لا يستطيعون طباعتها في بلدانهم كما أن مساهمة المبدعين الأردنيين بثمانين بالمئة من المحتوى العربي على الشبكة العنكبوتية يجعلنا نفاخر العالم بما وصلنا اليه بالرغم من إمكاناتنا المتواضعة.
إن دعم المكتبة الوطنية هو واجب على كل أردني وأردنية وبالرغم من مئات الآلاف من الوثائق والصور الموجودة داخل هذه المكتبة إلا أن هناك أعدادا كبيرة من هذه الوثائق ما زالت لدى المواطنين وهذه الوثائق يجب الاحتفاظ بها بشكل آمن خوفا عليها من التلف والضياع والمكان الآمن للاحتفاظ بها هو بالتأكيد المكتبة الوطنية لذلك فنحن ندعو من على هذا المنبر جميع المواطنين الذين يحتفظون بوثائق أو صور مهمة أن يزودوا بها مؤسستنا الوطنية التي تحتفظ لنا بتاريخنا وتراثنا.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة نزيه القسوس جريدة الدستور