لماذا الحكومة فقط هي من يقود الإصلاح؟ وهل الحكومات التي مطلوب أن نعمل نحن على إصلاح شأنها وتقويم أمرها هي من تعمل على إصلاح حالنا؟ أليس وضعنا وما آل إليه حالنا من صنع الحكومات؟.
الإصلاح يجب أن يأتي من القيادة لا غيرها لأن القيادة هي القاسم المشترك للجميع. والمبادرة الى الحوار للإصلاح من قبل القيادة تعني ان التوجه سليم وحقيقي للإصلاح وهذا الحوار يجب ان تتبعه اجراءات لمطالب الناس والعباد والقيادة هي الأقدر على الإعلان عن الإجراءات ووضع النقاط على الحروف.
مطالب الإصلاح واضحة وضوح الشمس وهي موجودة ومفرودة على طاولة البحث وتحقيقها سهل جدا إذا أريد أن يكون هناك إصلاح للحال وهو ليس من المحال إلا إذا أريد له أن يكون محالا.
من اولويات الإصلاح لجم الفساد ومنعه وهذا لن يتحقق إلا بوجود اشخاص ليست لهم أية شبهة تتعلق بالفساد او تمريره.
إضافة الى لجم الفاسدين لا بد من الجدّية في إعادة ما اقترفته أيدي المفسدين وارجاع مقدرات الوطن التي اصبحت في أيد لوثت نفسها وهي تدعي الفهلوة والشطارة. فالفهلوي لا يمكن ان يسيطر على مقدرات وطنه وبيته وفتح الملفات ضروري جدا لكل القضايا التي يتحدث عنها الشارع وأية قضايا يعرف عنها البعض وأعتقد أن من يتستر على الفساد كأنما يتستر على خيانة وطنه وعرضه.
الإصلاح السياسي المطلوب الهدف منه وجود النظافة والإخلاص للشعب فقوانين الانتخاب والأحزاب والاجتماعات العامة يجب ان تكون ضمانة لمستقبل اردني مستقر في اجواء نظيفة بعيدة كل البعد عن المصالح الشخصية.
وهل قانون انتخاب يخدم مجموعة قليلة من الأشخاص الأضمن للوطن؟ أليست ضمانة الوطن تكون بجعل الحق لكل ابنائه؟.
هناك من يطالب بتعديلات دستورية وهذه المطالب أعتقد أن الهدف منها ارجاع الأمور الى نصابها وتحسين الصورة للوطن وليس الهدف منها الإساءة للوطن فمن يطالب بوضع الأمور في نصابها الصحيح ليس كمن يطالب بأن تكون الحالة الموجودة على ما هي عليه وقد وصلت الأمور في البعض أنهم لو عدّلوا الدستور بحسب أعرافهم لحققوا مصالح ذاتية لهم على حساب الوطن.
الإصلاح يجب أن يشمل الأشخاص لأن من كان في موقع ولم يحافظ على الوطن وصورته يجب ألا يكون.
ونحن نتحدث عن الإصلاح وهل الحكومات هي من يصلح شأن البلاد والعباد وأين هي الحكومات ولو كانت لهذه الحكومات مصلحة اأو قدرة على الإصلاح لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه.
أعتقد أن آليات الإصلاح هي العقبة الكبيرة أمام الإصلاح فالقضايا معروفة ومطروحة ومنذ زمن وهي ليست وليدة الساعة ومنذ عشرات السنين والمواطن يعاني ويطالب بالإصلاح ويأمل أن يرى آليات حقيقية تحرك الإصلاح وتقنعه به.
على الأحزاب الحقيقية والحريصة على الوطن وكذلك القوى الوطنية الفاعلة والشباب أن يقوموا بدورهم ليكونوا قادة الإصلاح ورواده ، فمجلس النواب والحكومة افرازات لمراحل يطالب الناس بأن تؤسس لمراحل تختلف عن مراحلها.
التشاور مع القوى الوطنية والمخلصة والتي لم يكن لها دور في المراحل المطلوب تغييرها الأقدر على التعامل مع المرحلة المقبلة فالقوى التي كانت جزءا من المراحل السابقة حتى لو كانت مؤهلة ارتباطاتها بمثل هذه القوى قد تعوق من توجهاتها نحو الإصلاح لأن هناك قوى شد عكسي ستعمل باستمرار ولن تتنازل عن مكتسباتها واستمرارية هذه المكتسبات.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة نايف المحيسن جريدة الدستور