لدينا نوعان من التظاهرات والمسيرات وهذا موجود في كثير من الدول وخاصة العربية التي شهدت وتشهد تظاهرات ونحن نختلف عما هو حاصل رغم ان لدينا مشهدين مختلفين في التظاهر واختلافنا ان لا اختلاف لدينا على القيادة والنظام في حين انهم الدول الاخرى ينقسمون مع النظام وضد النظام والغالبية العظمى هي الاخيرة.

نحن في الاردن نجمع على شرعية النظام ولكن هناك من يطالب بالاصلاحات لضمان استقرار الدولة ولحمايتها وهناك من يرى ان لا ضرورة للاصلاحات وابقاء الوضع على ما هو عليه مع تغيير بسيط من البعض من الطرف الاخير..

هكذا افهم الحراك الموجود في الشارع من الطرفين فمسيرات الحسيني والمسيرات المماثلة لها تطرح شعارات تدعو للاصلاح ومحاربة الفساد وهذه المسيرات تمثل المعارضة في اغلبها واعتقد انها لا تعارض النظام ولكنها تعارض نهجا موجودا وتطالب بالتغيير في حين ان المسيرات الاخرى لا تطالب بشيء انما تعبر عن تجديد الولاء للقيادة وترفض بطريقة غير مباشرة او مباشرة ما تطرحه المعارضة.

هناك ممن يشاركون في مسيرات الحسيني وما شابهها قد يكون لديهم ارتفاع في سقف المطالب وقد لا يوافق عليها من يشاركونهم هذه المسيرات وهناك في المقابل ممن يشاركون في مسيرات تجديد الولاء للقيادة قد يلتقون مع بعض المطالب للطرف الاخر وهناك من يرفض الاصلاح رفضا قاطعا.

في المسيرات هناك من له اهداف وطنية خالصة نابعة من الحرص على الوطن من طرفي المعادلة وكل له رؤيته ولكن قد يكون من كلا الطرفين من له اهداف وابعاد شخصية. وهي بالتالي تعنى الاضرار بالوطن وبمقدراته ولا تهدف للحفاظ عليه بقدر ما يسعون للاساءة او الحفاظ على مصالحهم وهذا يقودنا بالنتيجة الى الاساءة للوطن.

اريد ان اتحدث بجزئية بسيطة عن المصالح الذاتية والاهداف غير السليمة لكلا الطرفين فهناك اناس قد يكونون يحاولون الاضرار بالوطن من خلال هذه المسيرات والسعي للخراب واعتقد انهم قلة قليلة ولا تعبر عن الاغلبية وهناك من المشاركين في الطرف الاخر ممن يسعون الى ابقاء الاوضاع على ما هي عليه لضمان استمرارية بقائهم واستفادتهم بمنافع شخصية في كل المراحل

القواسم المشتركة للاغلبية من المواطنين واضحة ، والمواطن واعْ وقادر على التمييز بين الغث والسمين ، وبين مصلحة الوطن والاضرار به ، فغالبية ابناء الوطن شرفاء ومنتمون لترابه وقيادته في سبيل الوصول الى حياة كريمة وعدالة اجتماعية وتوزيع عادل لمكتسبات التنمية ومنع المنافقين والمتزلفين من الوصول الى مآربهم بالسطو على مقدرات الوطن على اعتبار ان هذه الاساليب هي الانجع لهم ليبقوا مسيطرين على كل شيء في حين يعاني ابناء الشعب الحرمان والابعاد.

فالوطن لابنائه وليس لقلة ممن يستطيعون الوصول الى مقدراته والسيطرة عليها ، واعتقد ان على الاغلبية من الآن فصاعدا منعهم من تحقيق مآربهم بأي طريقة.. فالوطن للاغلبية وليس للاقلية.

نعم لدينا صراع لاجل الوطن والحفاظ عليه بين من يريدون حماية الوطن ومن يريدون الانتفاع من الوطن ، ولا يهمهم حمايته ، فمن يخرب الوطن من يسعى للانتفاع من مقدرات الشعب ونهبها.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   نايف المحيسن   جريدة الدستور