قالت في اول رد فعل لها على نيلها جائزة نوبل للسلام ان الاحق بالجائزة مفجر ثورات الربيع العربي محمد بوعزيزي، انها توكل كارمان اول امرأة عربية تفوز بهذه الجائزة والتي جاء اختيارها كرد فعل عالمي على ما يشهده العالم العربي من ثورات اصلاحية.
علينا ان نتوقف كثيرا عند ردة فعل هذه الناشطة اليمنية والتي كان لها دور مهم في تفجير الثورة اليمنية والذي يدل على اننا نتعامل مع نوع جديد من البشر الناكر للذات والساعي للاصلاح ولسلطة الشعب فمثل هؤلاء لا يسعون كما يصور البعض لتحقيق مصالح ذاتية على حساب اوطانهم.
توكل كرمان عندما تقول ان الاحق بجائزة نوبل للسلام هو محمد بوعزيزي تعتبر انه مثلها الاعلى ولولاه لما حققت جائزة نوبل للسلام فهي استحقت الجائزة بفضله لانه هو من فجر في داخلها الكبت والحرمان الذي يمارسه التسلط والقمع والطغيان فالبوعزيزي هو من اوصل كرمان للتكريم.
تكريم الناشطة والصحفية اليمنية هو تكريم لكل ثورات الربيع العربي وهو دعم ومؤازرة لهذه الثورات حتى تحقيق الانتصارات والوصول الى الحكم الحقيقي للشعب ومحاسبة الساديين الذين يتلذذون بعذابات شعوبهم.
توكل كرمان هي النموذج الحي والواقعي لكل الثورات العربية وحركات التحرر القائمة وهي تمثل نكران الذات كما هم غالبية الناشطين والقائمين على هذه الثورات رغم ان بعض الانظمة لا تزال تقنع نفسها بان الثورات هذه ما هي الا سحابة صيف عابرة غير مدركين ان الربيع الذي بدأ مع شتاء العام الماضي لا يزال قائما رغم مرورالربيع والصيف والخريف.
هذه الانظمة واعوانها يعيشون على امل ان الربيع سينتهي قريبا رغم مرور هذا الوقت واصرار اهل الربيع على عدم قبولهم الا بالربيع الدائم الخضرة والازهار.
تكريم القائمين على ثورات الربيع العربي هو تكريم عالمي لهم واصرار من العالم على دعم حركات التحرر والاصلاح وهو رسالة واضحة لكل المتشبثين بالحكم القمعي ان لا سبيل امامهم الا الاستجابة وتحقيق طموحات ورغبات الشعوب بحكم نفسها بنفسها وان العالم لن يسمح الا باعطاء الشعوب حقوقها المسلوبة.
كرم العالم في مرحلة من المراحل نيلسون مانديلا كفرد حقق الاستقلال والتحرر لبلاده ولكنه هذه المرة يكرم كل الثورات القائمة في البلاد العربية فتكريم كرمان هو تكريم لتونس ومصر واليمن وسوريا وغيرها من البلاد التي يعاني اهلها القمع والسيطرة على مقدرات الشعوب.
يجب ان لا ننسى ان تكريم اليمنية كامرأة هو تأكيد على دور المرأة في التحرر وتحفيز لغيرها للمشاركة وعدم الخنوع وقد جاء تكريمها مع سيدتين اخريين من دولة صغيرة في افريقيا لا يزيد سكانها عن الربع مليون نسمة حققتا انجازات مميزة لبلديهما وللقارة الافريقية.
نبارك للثائرة اليمنية ولكل الثورات العربية وحركات التحرر ونتمنى ان يتحقق لها ما عملت من اجله لان الانجاز سيكون اقوى عندما ترى كرمان وطنها محررا من حكم الطغاة ونأمل ان يتعظ هؤلاء بمثل هذا التكريم لانه رسالة واضحة لهم تقول كفى ،فدماء شهداء الثورات العربية لا تزال تزهر ربيعا في كل فصول السنة وهذه الدماء الزكية ما هي الا مطر يغذي زهر الربيع.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة نايف المحيسن جريدة الدستور