من ينجح في الانتخابات ويسقط فيها من خلال توجهات اقليمية او جهوية لا يمكن ان يكون ممثلاً للاغلبية لأن من يترشح لأي انتخابات عليه ان يكون انساناً نقياً خالياً من اية شوائب تضر بالوطن والصالح العام.
في اي انتخابات سواءً نيابية او بلدية او نقابية او طلابية يتصارع فيها المتصارعون في احيان كثيرة ضمن نهج ندعو الى محاربته واجتثاثه وهوً موجود ولا نرغب به ونتمنى ان لا يكون فمن يفوز في الانتخابات يجب ان يكون القدوة.
هناك من يسوق نفسه لكي يكسب الاصوات باعتباره يمثل اقليمية بغيضة او جهوية سيئة ويكون ذلك اما من خلال طرحه لنفسه بدوائر مغلقة او من خلال العلن وهنا يثير الحماس وينمي النعرات التي يكون لها انعكاسات سلبية على الجميع رغم المحاولات المستمرة لطمس التفرقة بين ابناء الوطن الواحد وهنا تحدث الفتنة ,فالفتنة نائمة لعن الله من ايقظها خلال مواسم الانتخابات.
في انتخابات الطلبة في الجامعة الاردنية تابعت انعكاس ما يجري فيها وكيف يتم اللعب على الاوتار الاقليمية والجهوية والمناطقية وكان ابرز ضحايا هذا التوجه هم الطلبة الجدد القادمون للجامعة الذين يتم تلقينهم اول الدروس البغيضة من خلال هذه الانتخابات.
والجامعات باعتبارها مدارس نموذجية وجدت لبناء الاجيال ويجب ان لا يكون مثل هذا الطرح موجوداً فيها فهي التي تهيء الاجيال للمستقبل الذي نبني عليه آمالنا ومستقبلنا الزاهر والذي لن يكون كذلك الا اذ كان هناك نبذ لكل اشكال الفرقة والتعنصر.
عندما تتشكل الحكومات لدينا اول ما يقوم به البعض وخاصة من قادة الرأي العام هو معرفة المنبت للوزراء ومن اي مدينة وقرية ونقارن ذلك بالعدد وبأهمية الوزارة التي يشغلها كل واحد من القادمين وعندما تفرز نتائج الانتخابات النيابية يقوم هؤلاء بمثل هذه المقارنات وكذلك في الانتخابات النقابية وفي انتخابات مجالس الطلبة.
وفي موضوع الطلبة يتفاجأ الاباء بتوجهات جديدة لا يؤمنون بها تأتي مع الطلبة ويبدأ الطلبة في الجامعات بالتمحيص بالمنابت والاصول والجهات بعد ان كانوا قبل دخولهم الجامعات لا يعيرون اهتماماً لمثل هذا النهج.
عندما تجري بعض النقابات انتخاباتها نجد مثل هذا التوجه لدى البعض بطريقة صارخة مع ان النقابات يجب ان تكون قدوة المجتمع ونحن في الصحافة منها وللاسف فان هناك من لا يقبل الا ان يكون اقليمياً او جهوياً وان لم يجد شخصاً مرشحاً من جهة معينة فانه قد يحجب صوته ويمنعه لانه يعتقد ان صوته لا يستحقه الا من يماثله في المنبت والاصل او الجهة.
الحياة الحزبية هي من يقتل هذا النهج الموجود لدى البعض ونلاحظ في بعض النقابات المهنية التي يصعد اليها اصحاب التوجهات الحزبية ان مثل هذه الطروحات تكون نسبية والوانها في بعض الاحيان تطفو على السطح وهناك من يروج لها وليس الهدف تعزيزها بل انهم يستغلون التعزيز لتحقيق مآرب ذاتية ليصلوا الى النجاح ومن هنا نقول ان من يعزز هذا النهج يجب ان لا يحقق طموحاته من خلاله ويجب منعه من الوصول الى مآربه لأنه يسعى للنهج الاقليمي والجهوي لاهداف خاصة به وهو بالتالي يسعى للتخريب والاضرار وليس للاصلاح.
من يتم انتخابه لصالح اي جهة كانت نيابية او نقابية او طلابية هو من يساهم في الاصلاح ومن يصلح الوطن هو من يحارب الشوائب الموجودة فيه وليس من يعززها فالاقليمية ومثلها الجهوية اوساخ علينا ان لا نقبلها ولا نقبل مروجيها.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة نايف المحيسن جريدة الدستور