حسين يتسمر لمدة تزيد عن الساعتين امام الراديو لمتابعة احد البرامج في اذاعة الجامعة الاردنية الذي تقدمه اسراء طبيشات وينتظر اللحظة الحاسمة للمشاركة في البرنامج بمداخلة يعتقد انها مهمة وتعتبرها اسراء اثراء لبرنامجها وحسين وسميرة المتقاعدة ايضاً زبونيين دائميين لبرنامج اسراء.
ابو ابراهيم يصحى يوميا مع صلاة الفجر وبعد الصلاة يحمل عصاه التي يلوح بها ويذهب الى المدينة الرياضية ليمارس رياضة المشي مع اقرانه المتقاعدين ايضا وهم كثر ولكن ابو ابراهيم يتوسطهم دائماً ويقود الحديث الذي يتبادلونه جميعاً ويأتي حمد المتقاعد للمدينة ولكن لا يمارس الرياضة انما يبقى جالساً في سيارته لفترة من الوقت ثم يترجل منها ويذهب خارج المدينة ليعود الى مكانه وهو حاملاً معه الجريدة ويبدأ بقراءتها ليمضي ساعة او ساعتين من الوقت على هذه الحالة.
محمد يمضي ساعات نهاره الصباحية متنقلاً بين المولات لا يكون قصده الشراء الا اذا كانت هناك عروض مغرية جداً فيقوم بشراء ما يحتاجه وما لا يحتاجه شريطة ان يكون ضمن العروض فهو يأتي للمول لمعرفة العروض والاستفادة منها وقد يأتي للمول ولا يشتري نهائياً خاسراً بذلك تكاليف تنقله بسيارته التي قد تصل مع غلاء البنزين الى اكثر من خمسة دنانير حسب مكان اقامته وهو يعتقد انه استفاد من العروض حتى لو قام بالشراء ولا يدرك ان فرق البنزين في سيارته التي يذهب بها الى المول تزيد عن فروق الاسعار لو قام بالشراء من مكان قريب من مكان اقامته.
سليمان يهتم بالثقافة وله باع عليها يقوم بارتياد الاماكن ذات العلاقة بالثقافة والمثقفين وعلى وجه الخصوص الصحف ولأن له ارتباطات بالمثقفين فهو يجد مكاناً له في الصحف ويجد من يستقبله فيها ويهتم به ويقوم على الاقل بزيارة اسبوعية لصحيفة معينة وبعدها الاسبوع الذي يليه لاخرى ويماثله في ذلك مروان الذي يقوم بزيارات ولكن قد تكون اكثر زيارته للمؤسسة التي تقاعد منها.
زيد ياتي يومياً للمقهى وهو اختار مقهى قريبا من سكنه رخيص السعر لا يتجاوز سعر الطلب فيه نصف دينار لان امكانات تقاعده لا تسمح له بأن يصرف اكثر من هذا المبلغ وهو لا يدخن الشيشة لان تكلفتها بالنسبة له عالية ومع الزمن بدأ يتجاذب اطراف الحديث مع رواد المقهى وبقيت علاقته اكثر مع سالم الذي يدخن الشيشة ونوع دخانه المفضل الذي لا يمكن ان يغيره هو التمباك العجمي.
سعيد اكثر انسان يقلق زوجته فهو دائم الحركة داخل البيت ويدخل المطبخ في اليوم اكثر من مئة مرة ويتدخل في كل شيء ويقوم بملاحقة الاضوية لاطفائها ويذهب لعداد الكهرباء اكثر من ثلاث مرات في اليوم ليراقب حجم المصروف وكذلك يفعل مع عداد المياه ويتفقد اسطوانة الغاز ان نقص وزنها ام لا لانه يحسب مليون حساب لسعر الاسطوانة الـ 6.5 دينار فما بالك لو زادها عليه سليمان الحافظ لتصل 13 دينارا وعزام يتشارك مع سعيد ولكن زوجته تكره ان يبقى في البيت لان وجوده يمنعها من زيارة الجارات واستقبالهن في المنزل كما انه يحد من اتصالاتها لتبث همومها مع امها وشقيقاتها.
هذه نماذج لمتقاعدين جميعهم غيّر التقاعد من عاداتهم وقد يكون زاد على بعضهم تكاليف الحياه خاصة وان التقاعد يصبح اكثر من نصف الراتب الذي كان يتقاضاه وهو في الوظيفة.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة نايف المحيسن جريدة الدستور