عندما أجاب الدكتور فايز السعودي وزير التربية والتعليم على تساؤل الزميل حمزة العكايلة خلال الحوار الصحفي للوزير مع أسرة تحرير جريدة «الدستور» حول هيبة المعلم، قال الوزير ان الهيبة لا يمكن ان تضعها القوانين، بل هي قيمة ذاتية تضبط من داخل الانسان وليس من صنع انسان آخر سواه أوجدها بالقانون أو وضع لها تعليمات.
وفي اجابته يؤكد الدكتور السعودي، انه اضافة لذلك فان المعلم الذي يقوم بواجبه على أكمل وجه ويحترم لانه يؤدي رسالته، وهو بالنهاية من يفرض الهيبة على الطلاب ويجعل نفسه مهيوباً عندهم، وهنا لا اعتقد ان الهيبة تعني التخويف بقدر ما تعني الاحترام من كلا الطرفين.. فعندما يقوم كل طرف بواجبه فان المهابة هي القاسم المشترك لهما، ولن تجد تعديا من أي منهما على الآخر.
واستطيع ان اؤكد ما قاله الوزير بأن الهيبة قيمة لا قانون لها، خاصة واننا في زمن العولمة والتطور التكنولوجي والعلمي وتبادل وانتقال المعلومة السريع، وامام هذا الكم الهائل من المعلومات اصبح تبادلها يجعلك ويجعل ابنك تقرران ان كان الطرف الآخر يستحق أم لا يستحق الهيبة.. فالعملية اصبحت لا تقاس بطرق قانونية بقدر ما تقاس من خلال التلاقي والتفكير الجمعي الذي يكون قاسماً مشتركاً بين الناس.
بالأمس انتبهت الى كلمة جوهرية للملك خلال الحوار مع التلفزيون الاردني وكانت رداً على سؤال حول تراجع هيبة الدولة، وهل هي موضع سؤال ولم يقل الملك كما أراد المذيع ان لا تكون موضع سؤال، بل قال «ان سيادة القانون على الجميع وتحقيق العدالة هي التي تحفظ هيبة الدولة، وتحفظ حقوق المواطنين وتصون حرياتهم وكراماتهم، وهيبة الدولة ليست كياناً غريباً أو بعيداً عن مجموع مكونات المجتمع».
ان هيبة الدولة هي بالضبط كما قال عنها الملك في حديثه انها العدالة ومن خلالها تحفظ هيبة الدولة وتحفظ حقوق المواطنين وتصون حرياتهم وكراماتهم، فالعدل اساس الملك، هكذا يراه الملك وان كان هناك تعديا على العدالة، فان ذلك هو التعدي على هيبة الدولة ومن يطالب الدولة بالعدالة والمساواة يريد ان تكون للدولة هيبة.. وعلى هذا الاساس اعلن الملك انه مع الحراك لأن الحراك هو من يسعى لهيبة الدولة وفرضها، والفرض هنا ليس بالقوة والقانون وانما بالمطالبات بتطبيق القانون على المعتدين على مقدرات الدولة.
التعدي على حقوق المواطنين هو تعد على هيبة الدولة ومن يطالب بمحاسبة المعتدين على هذه الحقوق هو من يسعى لان تكون دولته مهابة مصانة الجانب.. فالأخ عندما يتعدى على اخيه في البيت الواحد ويسلبه حقوقه هو مثال مصغر على ان الهيبة في البيت مفقودة، ومن هنا اعتقد ان الملك يدرك هذه الحقيقة ادراكاً كاملاً ويعتقد اعتقاداً جازماً ان من هم في الحراك السلمي هم اخلص للوطن وللدولة من اولئك الذين يؤلبون ضدهم على اعتبار انهم مثيري شغب، فاي شغب يثيرون عندما يطالبون بالعدالة ومحاسبة المعتدين عليها.
إذن الهيبة كما عبر عنها الملك عندما يشير الى ان التعدي على العدالة هو التعدي على الهيبة، فمن يخرج للشارع يسعى للعدالة والهيبة في آن واحد.. وهي كما قال عنها الدكتور السعودي بأنها قيمة ذاتية تنطلق من داخل النفس وتفرضها طريقة التعامل واسلوب الحياة للاطراف المعنية بها ولقيامها بواجباتها.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة نايف المحيسن جريدة الدستور