قبل فترة اصيب شاب بحروق خطرة اثناء شمه لمادة «الآغو» لانه لا يدرك خطورة المادة التي يستخدمها او قد لا يعي لان هذه المادة مخدرة ويلجأ اليها الكثيرون ويقبلون على شرائها من المحال التي تبيعها.

تنتشر ظاهرة استخدام مادة الآغو والتنر كمخدر بين الفتيان المراهقين في العديد من المناطق وعلى وجه الخصوص في المناطق الفقيرة وذات الكثافة السكانية في الاردن وهناك تحذيرات مستمرة من خطورة هذه الظاهرة وامتدادها مما يستدعي من الجهات المعنية وضع حد لظاهرة الادمان على التنر والآغو لانها تنهش اعداد متزايدة من الاطفال والمراهقين.

ان ما يزيد من تفاقم هذه المشكلة ضعف الرقابة العائلية والرسمية في آن واحد في ضوء اتساع رقعة اعداد المستخدمين لهذه المواد والتي تنتقل للفتيان من خلال الاختلاط والاختلاء في اماكن بعيدة عن الاعين واعتقد ان من يعرف هؤلاء الذين يستخدمون هذه المواد هم اصحاب محلات مواد البناء الذين من الممكن معرفة المزيد منهم عن هذه القضية لانهم هم من يبيعون او يمنعون بيع هذه المواد للاطفال.

هذه الظاهرة الخطيرة لا توجد جهة رقابية تتابعها بشكل جدي وفاعل فمكافحة المخدرات يبدو انها لا تعتبرها من المخدرات وتعتبرها من غير اختصاصها وكذلك مراكز تأهيل المدمنين لا تتعامل مع هذه الفئة ويبدو ان لا مسؤولية لأي جهة عن من تنطبق عليهم هذه الظاهرة وحتى انه لا يوجد استعداد لأي جهة لان تقوم بدراستها ومعرفة حجمها مع ان من الممكن لأي باحث او جهة ان تعرف ذلك جيدا .. فالادوات موجودة والادلة موجودة لمن يريد ذلك وما عليه الا الاقدام في البحث وتحديد المشكلة.

هذه القضية ايضا لا يعالجها القانون وهذا يزيد من صعوبة المتعامل معها لان المشرع ليس لدينا فقط وقد يكون في كثير من بلدان العالم لا يعتبرها من المخدرات مع انها وباعتراف الجميع تعتبر مواد مخدرة وتفعل مفعولها بما يشبه المخدرات الى حد كبير والادهى من ذلك ان مستخدمي هذه المواد هم فئة الفتيان اليافعة الغضة والذين يلتقون مع بعضهم البعض وقد يحدث بينهم اشياء اكبر من استخدام هذا النوع من المخدرات وقد يؤدي ايضا الى زيادة الجريمة خاصة وان هناك عدد لا بأس به من هؤلاء ممن هم من اصحاب الاسبقيات وقد يصبح معهم اصدقاء ممن يستدرجونهم لاستخدام المخدرات كمجرمين جدد وهذا قد يزيد من ظاهرة الاجرام واعتقد ان على المعنيين ان كانت لا تعنيهم الظاهرة الانتباه الى ان هذه الظاهرة تقود الى تزايد الجريمة في المجتمع.

المشكلة جدية ويجب ان يتم التعامل معها بجدية وان لا تبقى هذه القضية دون ادنى التفات من الجهات المعنية المطلوب منها وضع الاطر المناسبة لها من خلال التشريعات او الحملات الاعلامية او ملاحقة مستخدمي هذا النوع من المخدرات والاهم المطلوب هو اجراء دراسة فورية شافية ووافية عن هذه القضية واعتقد تسهيلا على ما يقوم بها فان اطراف القضية هم نفس المراهقين اولا والشرطة ثانيا واصحاب مواد البناء ثالثا والمدرسة والاهل ونأمل ان نرى تجاوبا سريعا مع هذه القضية ووضع الحلول لها.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   نايف المحيسن   جريدة الدستور