عبارات واعلانات نقرأها باستمرار اما على واجهات المحلات التجارية او في وسائل الاعلام المختلفة يعلن اصحابها عن وجود تنزيلات هائلة في محالهم التجارية، فبعضهم يكتب ان التنزيلات تصل الى 75 بالمائة او 50 بالمائة وقد يصل بعضهم ان يقول ان تنزيلاته تصل الى 90 بالمائة.

الهدف في الغالب من هذه التنزيلات هو ان يصلهم المغرر بهم والذين قد يصدقون ما يعلنون فهناك فئة من الشعب اصبح لديها مناعة من مثل هذه الاعلانات التي هي اصلا في غالبيتها العظمى كاذبة لا هدف لها سوى ان يأتي الزبائن ليدخلوا المحل وقد يكون هناك من يصدق ذلك ويقوم بالشراء على اعتبار ان هناك تنزيلات وهذا قد يكون «غايب فيله».

يبدو ان هؤلاء وجدوا ضالتهم في مثل هذه الاعلانات الكاذبة ولكن المشكلة ان هناك من يعلن حقيقة عن وجود تنزيلات وهنا يصبح الارباك فالمحلات المعروفة صاحبة الامتداد العالمي والماركات العالمية هي في الغالب التي تقدم تنزيلات حقيقية في حين غالبية الاخرين هدفهم كاذب او قد يؤمنون بالنظرية الاعلامية التي تقول «اكذب اكذب حتى يصدق الاخرون».

اكثر نوعية هذه الاعلانات تكون للملابس والاحذية والادوات المنزلية والادهى ان اصحاب محلات الادوات المنزلية يغررون الزبائن بمقولة «تصفية حتى اخر قطعة» وهذا نوع من التغرير للزبائن وعندما يدخل الزبون للمحل لا يجد تصفية ولا ما يحزنون ولو ذهب الى اقرب محل مشابه له لوجد ان السعر عند صاحب التصفية يزيد بنسب كبيرة عن ما يعلنه.

ان مثل هذه التصرفات تخدش المصداقية في الاعلان وهي لا تؤثر عليهم بل تخدمهم من قبل المغفلين الذين يصدقونهم ولكنها تؤثر على المحلات الاخرى فالمواطن لا يصدق حتى الصادق بوجود عدد كبير من الكاذبين فعندما يطغى الكذب التجاري يتأثر به التجار الصادقون مع زبائنهم وينعكس عليهم سلباً رغم ان هؤلاء لهم زبائنهم الذين يصدقونهم ولكن في ظل هذا الكذب ما ذنبهم في ان يكونوا جزءاً من منظومة كاذبة في اعلاناتها ووجدوا ضالتهم في التحايل على المواطن للوصول الى جيبه بأية طريقة لا ادري ما هي الضوابط المطلوبة لهذه العملية وهل من المفترض ان يكون لدى غرف التجارة ميثاق شرف ليكون الشرف هو الاساس في التعاملات التجارية أم انه يجب ان تكون هناك ضوابط معينة تفرضها غرف التجارة على اعضائها ليكون الصدق هو النهج في التعامل مع الزبون واعتقد ان على غرف التجارة وضع تصور لمعالجة هذه القضية الاخلاقية لانها تنعكس بشكل سلبي على كل قطاع التجارة في الاردن.

غرف التجارة مسؤولة مسؤولية مباشرة وكذلك وزارة التجارة والصناعة لوضع حد لمثل هذه التصرفات ولحماية المواطن من الجشع التجاري الموجود وهذا (غيض من فيض) من معاناة المواطن مع التجار ومحلات المواد الغذائية ايضاً لها اساليب ايضا في التحايل على المواطن.

ان انشاء غرف التجارة جاء لحماية اعضائها وتقديم الدعم لهم ولكن في المقابل عليها ان تدرك ان مهمتها في حماية المواطن من الاساءة أهم من حماية التجار انفسهم.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   نايف المحيسن   جريدة الدستور