اخوتنا المصاروة يصلون في النكتة والكلمة الساخرة الى حد العبقرية ، ونظرا لضرورات (فنية) كانوا يرسمون السخرية مشفرة بطريقة لا يفهمها الا المصري الأصيل ، فيتحول (المسخور منه) الى اضحوكة لهم ، وهو يعتقد انهم يبجلونه ويرفعون من شأنه.

خلال حكم المماليك البرية والبحرية (لم تكن هناك مماليك جوية والا لحكمت مصر ايضا) وما تلاها وسبقها من مماليك ، كان المصريون يطلقون على المماليك ومن معهم عبارة (اولاد ناس)...ذات العبارة التي نستخدمها حتى الان.

كان المماليك يعتقدون كما نعتقد نحن الان ، ان المصريين يمتدحونهم بهذه العبارة ، فيبتسمون بتواضع مزيف ، دون ان يتنبهوا الى الإبتسامات الساخرة التي تنبت على شفاه المصريين فتشعرهم بأنهم قد فازوا على المحتل ولو بالسخرية منه.

أما الواقع المقصود بالعبارة ..فهو انهم اولاد ناس مجهولين..وقد يكونون لقطاء او ابناء حرام ....قد يكونون اي شيء عدا انهم اناس محترمون من ذوي الأصل والفصل.

هكذا كان المصري يحقق انتقامه ، ممكن سلبوه حق حكم نفسه وتقرير مصيره ، وبالتالي لا يترك الذات نهبا للانتقاص الذي يدمرها ، و يترك المصري مساحة زمنية لقوى الشعب الحية حتى تستطيع في المستقبل استعادة الهوية المصرية للحكم. وقد استمرت هذه الهيمنة حتى ثورة يوليو وكان محمد نجيب ، وبعده جمال عبدالناصر اول مصريين اصليين يحكمون مصر .

عزيزي القارئ.. هذه قصة اولاد الناس التي نستخدمها بعكس ما ارادها اصحابها..ويحق لك ان تستخدمها من الان فصاعدا كمانعة صواعق نفسية لتسخر من الأعداء والظالمين والفاسدين.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   مهند مبيضين   جريدة الدستور