شكله رئيس التحرير المسؤول (مش طايقني) هالإيام وقد شطب لي 3 مقالات في اسبوع واحد وهذا رقم قياسي وفاتحة خير في السنة الجديدة ، ومن اجل تذكير القراء بجناب حضرتي ، فقد قررت ان اعتزل السخرية اليوم ، وأكتب عن اخر كتاب قرأته وهو كتاب (الجفرا ، المحاورات وشعرية العنب الخليلي) ، للشاعر عزالدين المناصرة ، لعله ينال طريقه للنشر بدون التعرقل في الخط الأحمر.

في قرية كويكات - عكا ، طلب (أحمد عزيز علي حسن) يد ابنة خالته ، من أبيها ، لكن الفتاة رفضت ، لأنها كانت تحب شخصا آخر. عندئذ هام أحمد عزيز عشقا بالفتاة ، وبدأ يغني لها وعنها في الأعراس. وبما ان الفتاة كانت قريبته ، فقد اخترع لها اسما رمزيا هو (جفرا) ، وظل يردده في أغانيه الشعبية. بدأ ذلك عام ,1939 واصبحت منذ ذلك الوقت اغنية (جفرا.. وياها الربع) شائعة على كل لسان الى ان صارت جزءا من النسيج الاجتماعي للفكلور الفلسطيني.

بعد نكبة 1948 هاجرت إبنة خالة احمد عزيز (جفرا) ، مع عائلتها ، الى لبنان ، وهاجر هو الى لبنان ايضا ، وتزوج فتاة اخرى كما تزوجت جفرا رجلا اخر.

وفي عام 1975 كان الشاعر عز الدين المناصرة يعيش في بيروت ، وأحب فتاة فلسطينية ، لكنها استشهدت في غارة اسرائيلية على بيروت ، فكتب المناصرة قصيدته (جفرا امي ان غابت امي) ، التي غناها مارسيل خليفة ، واشتهرت القصيدة والأغنية ، وتسللت الى الكثير من الأعمال الفنية.

وفي عام 1982 التقى العاشقان ، احمد عزيز وعزالدين المناصرة في مخيم عين الحلوة بيروت بعد امسية احياها الشاعر ، حيث تقدم عزيز من عز الدين وعرّفه على نفسه ، ثم ذهب المناصرة لوحده الى حيث تسكن جفرا الحقيقية ، وشاهدها دون ان يكلمها.

الجفرا في اللغة هي الفتاة الجميلة في ريعان شبابها ، وهي ايضا الماعز التي لم تبلغ حولا ، لكنها تحولت في الشعر الحديث الى رمز لأرض فلسطين ، حيث كت عن الجفرا شعرا فلسطينيون وعرب كثيرون.

هذا الكتاب ، هو بحث متكامل حول قصة العشق هذه ، وتحديدا حول نمط (الجفرا) في الأغاني الشعبية الفلسطينية.


المراجع

addustour.com

التصانيف

صحافة   مهند مبيضين   جريدة الدستور