حتى قبل اقرار قانون الأحزاب ، كانت الأحزاب الأردنية قد افتتحت مقراتها دون معارضة الحكومة انذاك.. اتحدث عن عام ,1990 لم أكن متحزبا ، لكن كانت لي علاقات وصداقات ، تحديدا مع التنظيمات اليسارية ، وزرت جميع مقرات القوميين واليسارين كما اعتقد.
لاحظت ان المقرات جميعها تحتوي على جهاز غريب ، عرفت ان مهمته (فرم الورق) ، وهو جهاز أنيق يزين واجهة المكتب الرئيسي ، في مكان يسهل الوصول اليه. طبعا لم يكن للجهاز علاقة بالحفاظ على البيئة او بإعادة تدوير الورق ، أو بالأناقة ، او حتى نية الحزب الحصول على شهادة الآيزو.
يمكن ان نستنتج بدون كبير عناء ، ان الأحزاب حملت معها خوفها التقليدي الاستيلاء على الأوراق والوثائق التي تدينهم في المحكمة أو تكشف اعضاء التنظيم وكادره. كان ذلك في مرحلة انتهت قبل اشهر ، ولم تكن قد انتهت بعد رسميا. مع ان المقرات في الواقع لم تكن تحوي وثائق وأسرارا حتى يتم فرمها بسرعة ، كما ان اعضاء التنظيم - اي تنظيم - وكادره كانوا مكشوفين تماما في مرحلة العلنية ، مثلما كانوا تقريبا في المرحلة السرية.
الغريب ان الانشقاقات التي حصلت فيما بعد ، كان الانشقاقيون يحاولون السيطرة على مكتب الحزب ، وإن لم يستطيعوا ، كانوا يحملون معهم الفرامة والفاكس كأولويات ، وإن لم يستطيعوا كانوا يؤثثون مكتبا حزبيا جديدا على الفور ، وتكون الفرامة - ما غيرها - أول المشتريات والموجودات في مكتب الحزب الجديد.
ما قلته سابقا شاهدته تماما بأم عيني التي سيأكلها ارتفاع الأسعار قبل الدود.
لا اعرف اذا كانت الأحزاب ما تزال تمارس ثقافة الفرامات ، زمان ، لكن هذه الثقافة يبدو انها انتقلت الى الصحف.. وصاروا يفرمون مقالاتنا لذلك صرت اتوقع من القارئ ان يفهم ما اقصد بدون كتابته حتى لا يفرموا كل المقال ، مع اني شخصيا لا اعرف ما اقصد بالضبط.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة مهند مبيضين جريدة الدستور