(1)
يقول علماء أوروبيون في صناعة الروبوتات أنهم طوروا رجلا آليا باستطاعته معرفة نوايا البشر ، حيث تستطيع التكامل معه وتشاركه في اتخاذ القرارات وتعرف ماذا عليها ان تفعل من خلال مراقبتها لتصرفات البشر.
تخيل عزيزي القارئ ، تخيل نفسك تمتلك هذا الروبوت ، وتنكّد عليك المدام في البيت ، فتفكر في قتلها والتخلص منها -مجرد تفكر- فيلتقط روبوتك نواياك ، ويهجم على المدام.
تخيل ان المدام أيضا ، تملك روبوتا ، فيعرف نواياها ويهجم عليك.. فتقضي عليكما الروبوتات.
لا يبقى في البيت -وفي كل بيت - سوى روبوتات بلا بشر.. وربما تفكر ، هذه الروبوتات ، في تصنيع بشر يعرفون نواياها.. لخدمتها،،.
تخيلوا..،،.
(2)
تمكنت مصر ، من تبوؤ المركز الأول في العالم أجمع ، في مجال ضرب الزوجات للأزواج.. استدرك: ليس هناك أي خطأ طباعي.. نعم ، ضرب الزوجات للأزواج،،.
فقد بينت دراسة أعدها المركز القومي للبحوث الاجتماعية بالقاهرة بأن مصر احتلت المركز الأول ، من حيث انتشار ظاهرة ضرب الزوجات لأزواجهن ، بنسبة %28 بينما كانت الثانية بريطانيا %23 وأميركا 17%.. لاحظوا إننا تفوقنا على دول كبرى ذات طنّة ورنّة وصنة.
أنا مبسوط جدا من تلك النسوة القويات اللواتي تمكنّ من استرداد بعض كرامة أمهاتهن وحفيداتهن على مدى العصور وفي كل الأماكن ، اللواتي تعرضن للضرب والتنكيل من الرجل وما زلن حتى الآن.
طبعا أنا ضد العنف البشري بأكمله ، لكني أحيانا مع عنف المرأة ضد الرجل لعلها تخفف من عنجهيته وغروره وصلفه وكل الصفات (الشينة) التي يتحكم بواسطتها في الجنس الأنعم والألطف والأذكى والأكثر انسانية.
نكاتنا الآن معظمها موجهة ضد المرأة ، وهي معروفة للجميع ، حتى النساء يضحكن منها على مضض. فتخيلوا ان يتحول تصنيع النكتة ، لتصبح ضد الرجل.
- كيف يمارس الرجل الرياضة على شاطىء البحر؟.
- يشفط كرشه كلما مرت أمامه فتاة جميلة،.
- ما هي الحالة الوحيدة التي يطلب فيها الرجل من زوجته تناول العشاء على ضوء الشموع؟.
- عندما تنقطع الكهرباء،.
- ما وجه الشبه بين الرجال والطقس؟.
- لا يمكن تغييرأي منهما للأفضل،.
- ما الفرق بين رجل في الأربعين وامرأة في ذات السن؟.
- المرأة تحاول ان تنجب طفلا لتثبت إنها ما تزال شابة ، بينما الرجل يتزوج من طفلة لذات السبب.
- أين تجدين الرجل الذي لا ينظر إلى امرأة أخرى غير زوجته؟.
- في المقبرة،،.
(3)
..أما أنا ، فمسرور جدا من انحسار انتاج وعرض المسلسلات التاريخية ، لاعتقادي بأن تلك المسلسلات تسيء إلى أبطالنا الذين صنعوا التاريخ ، حينما تصنع منهم كائنات سينمائية معزولة عن إنسانيتها.. إنها مجرد كائنات من أنصاف الآلهة التي لا تخطىء أبدا ، وهي مجرد كتلة من الشجاعة والعفة والمروءة والشمم والإباء والكبرياء والإخلاص.. وما إلى ذلك من مفردات.
لذلك يتلقى الشاب العربي جرعة عن مثال من الماضي مصنوع في المختبر ، ويعتقد بأن الماضي كان هكذا ، وان وسيلتنا للتحرر لن تكون إلا بالعودة للماضي العتيد.
أبطالنا ليسوا ملائكة ، بل هم بشر خطاؤون ، ومثل هذه المسلسلات صنعت وتصنع شبابا ومفصومين عن واقعهم وعن ماضيهم.. فلا يفهمون حاضرهم ، وبالتأكيد لا يفهمون السبل الحقيقية والفعلية لصنع مستقبلهم الحقيقي الواقعي المطلوب.
لعلنا بإعدام هذا النمط من المسلسلات لحين إنتاج مسلسلات أكثر واقعية نستطيع ان نبني جيلا أكثر واقعية.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة مهند مبيضين جريدة الدستور