ما جرى ويجري على شواطئ غزة ، اذا جردناه من الانفعالية والعاطفية ، فهو انتصار كبير للقضية الفلسطينية ، ليس لأنه يكشف العدو الصهيوني على حقيقته ، فهي معروفة تماما لكن مراكز القوى والدبلوماسيات والمصالح تضع المساحيق التجميلية على التصرفات الإسرائيلية.
هذه المساحيق ذابت وساحت تماما تحت نيران القصف على شواطئ غزة ، وانكشفت الساحرة البشعة وانكشف من يزودها بالمساحيق او يطرشها بها ، مثل امريكا وميركل الألمانية وابو النساوين الفرنسي.
انا متفائل بما يجري كثيرا ، فهو خطوة على الطريق الصحيح ، ورغم حزننا على الشهداء ، فهو اعادة تأميم للقضية الفلسطينية لتصبح قضية عدالة انسانية شاملة وعابرة للقارات والحدود ، تماما كما كانت قبل اعتبار منظمة التحرير ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني ، ليتم اساءة استخدام هذا التمثيل بمحاولة السمسرة على الحقوق الفلسطينية المشروعة .
طبعا انا لا اتوقع الكثير من الحكومات العربية ، لكن بقاءها على الحياد والاكتفاء بالاحتجاج الناعم والاستنكار عن بعد ، افضل بكثير من تدخلها في امر يفوق طاقاتها وقدراتها على تحمل الضغوط الأميركية.
كان من المستحيل على العدو ان يسمح للقافلة البحرية كسر الحصار ، لأنه كان سيضع المسمار الأول في نعشه ، لكنه بهذا التعرض الدموي للقافلة فك البرغي الأول في حصان طروادة الصهيوني ، وكم اتمنى ان يتم هذا التفكيك وأن لا تسعى السلطة الوطنية الى تخفيف الضغط عن العدو بالقبول بأي شيء على مائدة المفاوضات غير المباشرة لكسر الحصار الإعلامي والمعنوي عن الكيان الصهيوني .
قلت ..اتمنى ..مجرد اتمنى،،
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة مهند مبيضين جريدة الدستور