أعلن احد المطاعم الأمريكية الكبرى عن عرض فريد لجلب الزبائن ، فقد أعلن عن استعداده لتقديم وجبة مجانية طوال العمر لكل من ينقش على أي مكان مكشوف وظاهر للعيان من جسده (لغرض الدعاية طبعا) شعار المطعم (اللوغو) مع اسم وعنوان المطعم.

ويبدو أن صاحب المطعم اساء تقدير حماس الزبائن لهذا العرض حيث تقدم 39 شخصا في أول اسبوع يحملون على أجسادهم الوشوم المطلوبة.. وفي الاسبوع الثاني ارتفع العدد الى 74 ثم إلى 129 ثم إلى 233 وأصبح المطعم يستقبل عائلات بأكملها تحمل هذا الوشم.

كان صاحب المطعم مضطرا الى تنويع الطعام ، وأدخل جميع مطابخ العالم في المنيو من المطبخ التايلاندي حتى الصيني مرورا بالعربي والإيطالي والألماني والأنجليزي بالضرورة والأفريقي.

كنت ترى الملوخية بالانارب على الطريقة المصرية ، مع المنسف الأردني بالصنوبر الباكستاني ، والمسخن الفلسطيني مع الباستا الإيطالية ، والأبصر شو مع الأبصر شو ، والنقانق الجورجية ، والأجبان الدنماركية مع الشوكولاته السويسرية والفاصوليا الكولومبية مع الكرشات التركية.

بعد فترة ، فوجئ المطعم بمدن كاملة تأتيه لتناول الطعام المجاني والجميع موشوم ، ثم صارت مدن تدعو وتعزم مدنا على المطعم ، ثم فوجئ بدول كاملة تأتي لتناول الطعام المجاني ، ثم صارت الدول تعزم بعضها ، وتحولت العطوات والجاهات والأفراح والأتراح العالمية الى المطعم.

بالمجمل.. صار معظم العالم موشوما بلوغو المطعم ، ومعظمهم يتناول الطعام المجاني بشكل شبه يومي ، ثم اضاف المطعم خدمات إيصال الطعام الى الزبائن في بيوتهم وقراهم ومدنهم ودولهم وقاراتهم ومجموعاتهم الشمسية ، على طريقة (ديلفري والله أعلم).

الأحمق هنا لم يكن صاحب المطعم ، بل الزبائن الذين نقشوا على أجسادهم وشماً تصعب إزالته ، في حين أغلق المطعم أبوابه بسبب الخسائر.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   مهند مبيضين   جريدة الدستور