أما العلمنة ، فالمقصود بها هنا ، اعتماد العلم وسيلة للنهوض والترقي ، واعتماد الدولة المدنية التي توزع العدالة على المواطنين بالتساوي بديلا للدولة البطريركية التي توزع الفقر على المواطنين حسب مدى تذللهم للحاكمين. واعتماد الديمقراطية بديلا للديكتاتورية ، الشفافية بديلا للغمغمة والنزاهة بديلا للبعبشة في جيوب المواطنين.

يا اخوان.... ما لنا وما للعلمنة؟؟؟

أليس من الأفضل أن نتفرغ للعيش الهنيّ المريح ، بدل أن نقضي العمر كله بين بطون الكتب أو في المختبرات ؟؟ وما حاجتنا لذلك ما دام الفرنجة ينهكون عقولهم ويفتكون بحياتهم في سبيل تطوير المخترعات والمكتشفات ، فنحصل عليها ، نحن ، ع البارد المستريح؟؟؟ إنهم يسخرون حياتهم لخدمتنا وراحتنا ورفاهتنا ، فهل نرفض هذا الكرم الحاتمي إكس إكس إكس لارج؟؟؟؟ لا وألف ألف لا،،

صحيح أن النوم لا يطيل عمرا ، على رأي الشاعر الفيلسوف عمر الخيام ، هذا الرأي الذي صاغه احمد رامي شعرا ، وصاغته الحجة أم كلثوم صوتا ....صحيح تماما ، لكن النوم الهني يريح القلب والعصب والنفس وكامل الجسد ، فلا نصاب بالجلطات جراء الإرهاق ، ولا تحيط الهالات السوداء بمحاجرنا جراء السهر الطويل ، ونحن نبحلق بالالات والأجهزة كالبلهاء والمجاذيب،،.

ما دامت مشاكل العلم يحلها المال ، فنشتري العتلة بدل أن نصنعها ، وإبرة البابور بدل أن نطعجها ، والكنزة بدل أن نحيكها والكمبيوتر قبل أن نعقّده ، والموبايل قبل أن نغيره ، ..ما دام المال هو المشكلة ، فلنبذل المال في سبيل متعتنا وراحتنا ، حتى لا نصير من الأثرياء الذين يصعب دخولهم للجنة.

بدل العلمنة (من الجذر الثلاثي علم)...فلنعتمد نظام الغلمنة (من الجذر الرباعي غلام) ، وهو نظام توارثناه عن الإمبرطوريات السابقة ، لكننا قمنا بتطويره على أفضل ما يكون ليصبح نبراسا ومرشدا لنا في جميع مجالات الحياة. حيث يكثر المداحون والصداحون على أبوابنا ، يصلون الليل بالنهار وهم ينتظرون منا عبارة : (يا غلام ، أعطه ألف الف دينار).

بدل وجع الرأس القلب في العلمنة والعلم والعقل والدماغ ، اعتمدوا : (يا غلام.....) وأريحوا نفوسكم وأجسادكم وأدمغتكم ، حتى تقطعوا المسافة بين الولادة وحشو المؤخرة بالقطن ، بكل بلاهة وراحة بال ...........و(سيجام)،،.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   مهند مبيضين   جريدة الدستور