كتب الكثيرون عن فضل حضارة الاسلام على الغرب والانسانية جمعاء فالاسلام أمر بالعلم وحرص عليه فاول آية أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هي / إقرأ / أمرٌ بالقراءة والعلم وحث نبي الاسلام على العلم وكان من سياسته عليه الصلاة والسلام التي اتبعها في فقراء المشركين من أسارى بدر الذين لم يكونوا يملكون مالا لفداء انفسهم تعليم شباب المدينة القراءة والكتابة كفدية لهم حتى أصبح مجتمع المدينة المنورة مجتمع علم ودراية. وسنَّ الاسلام القوانين المدنية وبعض هذه القوانين تعتبر سائدة في دول الاتحاد الاوروبي ولا سيما قانون التقاعد ورواتب الاطفال فالخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان أول من سنَّ ذلك القانونين فراتب التقاعد الذي كان يؤخذ كضريبة من المسلم وغير المسلم يعاد
 
اليه عندما يبلغ سن الشيخوخة فقد مر عمر رضي الله عنه ذات مرة بجانب يهودي يتسول فسأله عن ذلك فقال كنت ادفع ضريبة اثناء شبابي والآن قد اصبحت شيخا لا يوجد لي عمل وراتب فجعل له ولامثاله راتبا من بيت مال المسلمين / الخزينة المالية للدولة الاسلامية / . وقد أكد ابو الحسن علي الحسني الندوي  رحمه في كتابه / ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين / بأن الانسانية جمعاء خسر الكثير عندما أفلت شمس دول الخلافة الاسلامية فكل معتنقي الاديان السماوية الذين كانوا يعيشون في ظل الخلافة الاسلامية كانوا يعيشون برفاهية وتحت ظلال دولة العلم والعمل . والكثير من دول العالم الاسلامي بالرغم من أخطاء كثيرة على صعيدي السياسة الخارجية وغير الخارجية  للكثير من حكوماتها فانها تسن نظام التعليم المجاني، والاسلام دين الله / ان الدين عند الله الاسلام / / ورضيت لكم الاسلام دينا / ومن اسماء الله الحسنى / المسلم / والله تعالى كفل بحماية دينه . هذا الدين الذي كاد له الغرب المكائد خرج معتنقيه الذين كادوا أن يصبحوا في وقائع كثيرة زمن الحروب الصليبية وغزو التتار وغيرها من المحن والاحن كشامة بيضاء في جلد البعير الاسود منتصرين مرفوعي الرأس وأعادوا بناء ما هدمته الحروب وحققوا انتصارات كثيرة ونهضوا من كبواتهم كلها .
وقد كانت اوروبا تعتقد ان خلاصها من الاسلام يأتي من الشرق عبر التتار فساندوهم ضد المسلمين لكنهم اصبوا بفزع شديد عندما اعتنق التتار الاسلام واصبحوا أحد المنافحين عنه، ظن الغرب  عندما احتلوا الاندلس بأن شوكة الاسلام قد انكسرت ففوجئوا بمجيء العثمانيين من الجنوب واستطاعوا تحقيق نبوءة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بفتح القسطنطينية / استانبول / حتى وصلت دولة بني عثمان الى قلب اوروبا في النمسا واصبحوا سيد الموقف لا منازع ولمدة تصل الى اكثر من خمسمائة عام . وسؤل السياسي احد مؤسسي الحزب الشيوعي الفرنسي فرانسوا دي ماسينيون ذات مرة عن رايه عن اسباب بقاء اوروبا لازمنة طويلة في عصور الجهل فأجاب ان سببها اندحار المسلمين في معركة / بواتييه / التي يطلق عليها ببلاط الشهداء تلك الوقعة وهزيمة المسلمين فها كانت وراء بقاء اوروبا تعيش في غيابات العصور الوسطى.

 

وقد استطاع الغرب جراء انتهاجه الحفاظ على الحريات العامة وخاصة في المانيا تشجيع البحوث العملية والعلمية  اغراء الكثيرين من ابناء العالم الاسلامي بتطوير علومهم وتحقيق طموحاتهم اضافة الى ان غياب الحريات العامة في الكثير من دول العالم الاسلامي اصبح الغرب مأوى لمحبي الحرية . الا أنه ومنذ حوادث 11 ايلول/ سبتمبر من عام 2001 والحملة الشعواء على الاسلام بعيد انهيار جدار برلين والانظمة الشيوعية في اوروبا وعودة الاسلام كعدو اول للغرب ساهمت تطورات السياسة الدولية ابداء بعض ابناء المسلمين الذين عداوتهم لهذا الدين وساندوا بذلك وبشكل مباشر المعادين للاسلام في اوروبا فالصومالية شيرين علي كانت وراء تشجيع القوميين لهولندين بمعاداتهم للاسلام فهي صاحبة فيلم / فتنة / للمخرج الهولندي تيو جوخ ووراء تشجيع جيرت فيلدريز بتشكيل حزب قومي اصبح لها صلات كبيرة في اوروبا لقيام رابطة معادية للاسلام ، /اما في المانيا  فحدَّث ولا حرج.
وقد نزل مؤخرا  الى دور أسواق الكتب كتاب يحمل عنوان / غروب العالم الاسلامي / للالماني من اصل مصري حامد عبد الصمد  استاذ التاريخ اليهودي في جامعة مدينة ميونيخ ومحاضر في جامعة مدينة ايرفورت عن العلوم الاسلامية بتكليف من اليونيسكو يعتقد بأن الاسلام والعالم الاسلامي قد افل نجمهما . وعزا عبد الصمد تأكيداته بغروب نجم العالم الاسلامي الى عدم اهتمام زعماءه بالعلم وانتهاجهم نظام الحزب الواحد وملاحقتهم لذوي الكفاءة من المسلمين في بلادهم ومصادرة الحريات العامة كم الافواه اضافة اعتقالاتهم لناشطي المجتمع المدني . الا أنه كرس جهوده في كتابه الذي يقع بحوالي 250 صفحة من الحجم الصغير على العلم زاعما بأن حكومات الدول الاسلامية لا تحث على العلم وتشجيعها الارهاب والاسلام دين غير متفتح على الثقافات الاخرى ويحث بالابتعاد عن الغرب ومحاربة غير معتنقيه .
والكتاب تتمة لكتابه / وداعي من السماء / الذي اعلن فيه بصراحة تخليه عن الاسلام وانضمامه الى مجلس المرتدين عن هذا الدين ، ذلك الكتاب الذي تم انتقاده من المسيحيين قبل المسلمين .
وكتاب / غروب العالم الاسلامي / منبثق عن كتاب / انهيار الاسلام وبروز الاسلاميين / لمؤلفه فريدبرت فلوجر الذي كان يشغل سكرتارية الدولة في وزارة الدفاع الالمانية في حكومة سابقة للمستشارة انجيلا ميركيل كما كان ناطقا للسياسة الدفاعية للحزب المسيحي الديموقراطي الا انه خرج من مناصبه طمعا ليصبح محافظا وحاكما لولاية العاصمة برلين  الا انه فشل في وصوله الى هذا المنصب .
وقد طلب مني فلوجر رايي حول كتابه فقمت بتوضيح اخطاءه واكدت له بأن الاسلام لا يمكن غروبه والعالم الاسلامي اذا كبا فسرعان ما ينهض .
وسألني احد الاشخاص كيف باستطاعته ان يصبح مشهورا فأجبته ما عليك الا أن تخالف فيستصبح مشهورا وابناء المسلمين الذين يبحثون عن الشهرة اصبحوا مشهورين ومعروفين بالغرب جراء طعنهم بالاسلام .

المراجع

odabasham.net

التصانيف

شعر  شعراء  أدب  مجتمع