تحت العنوان ذاته كتبت قبل سنوات مقالا حول "المطرم" تامر حسني ، الذي غنى للجيش والوطن الكثير من الأغنيات ، ثم تبين أنه متهرب من الخدمة العسكرية ، وتم سجنه ، ونال نصيبه مما يشتهي هناك.. ثم أطلقوه ليصبح محبوب الصبايا.. والذكور ايضا.
بالطبع شاهدتم ما حصل مع تامر حسني في ساحة التحرير ، حينما ادرك خطأه في اعادة الكلمات التي لقنه اياها النظام ضدهم ، ثم جاء ليعتذر فطردوه.. كان هذا تامر حسني فقط ، لكن اشكاله كثر في كل زمان ومكان.
وقد عرضت احدى القنوات مقاطع من اقوال الصحفي الأصلع الكبير حجما كمال أديب المقرب جدا.. جدا من الرئيس السابق مبارك ، وهو يشتم بالمعتصمين ويسخر منهم بحماس شديد ، ثم مقاطع بعد سقوط النظام ، يشتم فيها كمال اديب النظام وأعوانه بحماس اشد ، يقول الكلام وهو يشغل جميع اجهزة الاتصال لديه من فم وعين وبراطم وأذن وجنجرة ، لدرجة يجعلك تعتقد أنه قد فقد شعره وهو معتصم في ميدان التحرير منذ قرون.
وعرفنا الأهرام وأسامه سرايا وهو يتهم السباب بأنهم صنيعة للاخوان المسلمين ويطالب بإنزال اشد العقوبات بهم ، ثم نراه يعدل من كلامه قليلا.. قليلا عبر البي بي سي وغيرها ، ثم ينحاز للثورة ويبدأ بشتم اعوان النظام السابق الذين كان يمثلهم بصدق وإخلاص قبل ايام.
لا اريد ان اكرر كلامي فقد تحدثت سابقا عن فئران السفينة التي تنخر خشبها حتى يتسرب اليها الماء ، ثم تكون أول الهاربين منها ، لكن هؤلاء لا يهربون بل يقفزون الى سفينة اخرى معاكسة في الاتجاه ، ويشرعون في ممارسة الانتهازية والوصولية حتى يصلوا الى هيكل السفينة ويبدأون في النخر فيها مجددا.. ونجاتهم مضمونة ما داموا يجيدون الإنتقال من موقع الى آخر معاكس.. ويبدلون الولاءات والأنتماءات كما يبدلون بذلاتهم.
كنا سنحترمهم لو بقوا على ارائهم ، لكن.. يبدو انهم والمئات والالاف مثلهم الذين يتعيشون على اعطيات الأنظمة العربية لا يملكون أي انتماء وأي محبة.. الا لأنفسهم.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة مهند مبيضين جريدة الدستور