عند خروجه من الكازينو، اشترى الرجل فروة على الباب، كان الفصل خريفا، والبرودة بدأت تتسرب الى خاصرة الارض، صباح اليوم التالي لبس الفروة كما يريد ومشى متباهيا بفروته الجديدة.. شاهده الناس في هذا الوضع، فصار البعض يضحك، والبعض ينظر شزرا، وآخرون يلقون نظرة تتهم الرجل بالجنون.

لم يفهم الرجل أبو فروة الموضوع، فأوقف أحد معارفه، وسأله عن سبب استغراب الناس من منظره.. فقال له الرجل:

- الفروة.

- أي فروة؟.

-الفروة التي ترتديها.

- انها فروة ممتازة وجديدة.. وهذه اول لبسة.

- نعم.. لكنك ترتديها بالشقلوب.

- لا انا ارتديها بشكل طبيعي.. الفرو للخارج والجلد للداخل.

- لا يرتديها الناس هكذا، بل يرتدون الفرو للداخل والجلد للخارج.. حتى تدفئهم.

- وهل انت والناس اكثر فهما من الخروف.. صاحبها الأول؟؟.

- ماذا تعني؟.

- الخروف يرتديها تاركا الفرو للخارج.. وأنا افعل مثله.. انتم من يعارض الحقيقة والواقع.

وترك الرجل صاحبنا ابو فروه وهو غضبان وعتبان على الشارع لأنه يراه يرتدي الفروة بالشقلوب.

ترى كم فروة يرتديها المسؤولون بالشقلوب؟.

- فروة تسعير البترول.

- فروة نقابة المعلمين.

- فروة الأطباء.

- فروة وفروة وفروة.. وفرو..

المشكلة أن الكل يريد تقليد الخروف، والسكين بيده.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   مهند مبيضين   جريدة الدستور