أهداني العزيزان سعاد نبهان وزوجها الأعز كمال معلواني جهازا يعرض الأفلام على الحائط، وكانت فرصة أن أشاهد الكثير من الأفلام (السي دي)التي اشتريتها من على البسطات وسط البلد. وقد شعرت بالفارق الكبير بين الفيلم ابو الليرة والفيلم الأصلي، لكن ذلك لن يردعني عن استمرار شرائها ، لغايات كسر الإحتكار ورفض الملكية الفكرية .

ماعلينا.... لاحظت أن أفلام الأكشن وأفلام حل الجرائم المعقدة هي أجنبية بالضرورة ، ولا يوجد ما يشابهها بالعربية، الا ما ينحو نحو الكوميديا. وبما أنهم يقولون: إن الكاتب الساخر يفكر بطريقة مختلفة ، فقد حاولت ان اثبت انني ساخر ناجح،عن طريق التفكير بأن السبب وراء ذلك هو ان المحقق العربي لا يحتاج الى براعة ولا ذكاء ولا عبقرية ولا اجهزة ومختبرات من أجل كشف المجرم او حل لغز الجريمة ، كل ما عليه هو ايصال الكهرباء باسلاك شائكة الى أجزاء متعددة من اجساد المتهمين والشهود ، وما هي الا ساعات ويتراكم على طاولة مدير الدائرة 10 اعترافات على الأقل من مجرمين مختلفين لجريمة واحدة.

لاحظتم طبعا ان الأجانب والفرنجة يستخدمون التشويق ، وربما يلعبون مع المجرم لعبة القط والفأر ، ولا علاقة للأمر بحقوق الإنسان والحرية ، حتى يصلوا الى النتائج باقل قدر من الإزعاج للناس ....حلولنا افضل .....إهبد.. اجبد... اسلخ..اقلع اكسر، واحصل على 10 مجرمين لجريمة واحدة...ويا عين ما جاكي شر.

ملاحظة اخرى – ما أنا قاعد قاعد- انه ما فيه افلام علمية ، مثل الولوج الى المستقبل او الدخول الى الماضي ..اذكر اني حضرت فيلما يعود فيه البطل الأمريكي -على ما أظن- ربع قرن الى الوراء ، فيصاب الرجل بصدمة نفسية كيف كان والده يعيش في فترة الشباب . وكيف كان الناس يعيشون انذاك.

تخيلوا لو ان العربي عاد ربع قرن الى الوراء .....فإنه – عدا بعض الاستثناءات التي خلقها الربيع العربي – لن يشعر اطلاقا بأنه عاد الى الوراء ،

فالمباني على حالها والسيارات على حالها ، والرئيس ذات الرئيس والقمع ذات القمع.. التلوث.....الخلافات ، الانهيارات ....كل شي على حاله ..حتى القرد


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   مهند مبيضين   جريدة الدستور