الفتى اليافع الذي نفث دهشته القروية في فضاء العاصمة التي يدخلها للمرة الأولى وحيداً ..

الفتى اليافع الذي أذهلته العمارات المركبة ، وزحمة السير والجميلات ، وقد سحرته نظرة متواطئة من مراهقات وثابة الصدر ما لبثت ان ضاعت في زحمة السابلة . الفتى اليافع الذي فنجر عينيه على كل شيء ، وقف مبهوتاً أمام الأرنب الهندي الصغير . كان الغلام صاحب الأرنب يصرخ :

- اعرف حظك بقرش ... اعرف حظك بقرش .

بحماس فلاحي دفع الفتى اليافع قرشه الأحمر ليعرف حظه الأبيض ، فأجال الأرنب الممسوك بيد صاحبه النظر في الأوراق المزروعة داخل ثقوب الصندوق الخشبي ثم ( لَقط ) واحدة بفمه دائب الحركة ، قرأها الفتى اليافع :

« نجاح كبير تحققه في صفقة مالية ، ورسالة من حبيب تصلك هذا الأسبوع .. احذر من غدر الأصدقاء « .

ابتسم الفتى اليافع الذي يدخل عمان لأول مرة ومضى .

الفتى اليافع الذي صار رجلا مر هذا الأسبوع قرب صحن الجامع الحسيني الكبير بعد ان اختفت الارانب الهندية منذ ثلاثة عقود

تذكّر ...

لم ينجح، ولم يعقد أي صفقة مالية ... وما يزال ينتظر رسالة الحبيب و .. غدر الأصدقاء لتتحقق نبوءات الأرنب الهندي .

الفتى اليافع الذي صار كهلاً ، ابتسم ومضى .


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   مهند مبيضين   جريدة الدستور