اعتدنا في الأردن على الخيانات في القطاعات المختلفة ، لدرجة أن ابناء القطاع يتوجسون شرا أذا خصوا قطاعهم بوزير أو اكثر . وصار من المالوف وغير المستهجن أن يتحول النقابي المهني أو العمالي ، المهندس أو الطبيب أو المحامي أن يتحول الى خائن لقطاعه ويشرف على اكثر القرارات دموية بحق الزملاء ورفاق الدرب،طبعا لن اذكر الأسماء ، في محاولة لتمرير المقال.

وقد اعتدنا في القطاع الإعلامي – ربما أكثر من غيرنا- على الخيانات ، فكم من إعلامي تحول من القطاع الخاص للعام حلق لزملائه على الناشف وانضم الى صفوف مبتكري قوانين تحديد الحريات ، صحيح أن الأحزاب و المهندسين عانوا كثيرا لكن معاناتنا اكبر وأكثر ديمومة.

ولا يزال قطاع الإعلام يذكر الإستقالة المدوية لوزير الإعلام السيدة العظيمة ليلى شرف قبل منتصف الثمانيات بقليل ، احتجاجا على تقييد حرية الإعلام في حكومة احمد عبيدات، وما زلت احتفظ حتى الان – بكل فخر- بنسخة مصورة من استقالتها الخطية.

دون الولوج في التفاصيل ، فقد كانت استقالة الزميل طاهر العدوان من احتجاجات على التقييدات المتوقعة على حرية الإعلام ، وعلى التساهل الحكومي في التعامل مع الإعتداءات على المؤسسات الإعلامية والإعلاميين في تواطؤ واضح ومكشوف .

طاهر العدوان شذ عن القاعدة ،واخلص لمهنته وقطاعه، وقدم استقالته لتكون نيشانا على صدورنا جميعا .

لا اعرف ما اقول ..سوى ..شكرا أيها الزميل الطاهر


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   مهند مبيضين   جريدة الدستور