ثمة برامج اخبارية وغير اخبارية يبثها التلفزيون للصم والبكم تعتمد على لغة الاشارة، فلماذا لا يبث التلفزيون برامج خاصة للاغلبية الصامتة؟ التي هي اكثر عددا وعدة في هذا الوطن المعطاء. حتى شركات بوابير الكاز السويدية أنصفت الاغلبية الصامتة الاردنية، منذ عقود- وابتكرت لها البابور بالرأس الساكت، الذي يحترم صمتها ولا يصدر صوتا اثناء الطبخ عليه، انه بابور ساكت لا ينبس ببنت إبرة، صنع من اجل الأغلبية الصامتة في الريف والبادية والمدن الاردنية.

الاغلبية الصامتة هي الاغلبية الساحقة الماحقة، فلا هي مع الحكومة ولا مع احزاب المعارضة، ولا هي مع اليسار ولا مع اليمين. لا هي مع الحلول السلمية ولا هي ضدها لا هي مع أوباما ولا ضده، لا هي مع العراق ولا ضده، لا هي مع بشار ولا ضده.. هي اغلبية محترمة ووقورة وتستحق الاحترام مثل سويسرا والفاتيكان ومقبرة ام الحيران.

الا يحق لهذه الاغلبية الصامتة بعثات مثل بعثات الاقل حظا وابناء المعلمين والمتقاعدين وغيرهم؟

الا يحق لهذه الاغلبية مدارس خاصة بها تحترم تقاليدها (الصمتية).... وسجون خاصة؟

الا يحق لهذه الاغلبية اناشيد خاصة واغنيات خاصة وشعارات خاصة؟

باسم هذه الاغلبية يستدينون

وباسمها يحصلون على المنح

وباسمها يوقعون

وباسمها يرفضون وباسمها يوافقون.

باسمها يصنعون البرلمان ويعدلون الحكومات باسمها يفعلون كل شيء.

الا يحق لها بعض الميزات كالتي تحصل عليها الفئات الاخرى؟

علينا رعاية الاغلبية الصامتة ومداراتها حتى تظل صامته

قبل أن يقتلنا ضجيج صمتها.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   مهند مبيضين   جريدة الدستور