السحجة، كلمة اردنية عامية تعني التصفيق الجماعي خلال اغنية او سامر شعبي يقوم على التكرار الفولكلوري المعروف. وقد تم نقل هذه الخبرات التسحيجية -مع بعض التعديل- الى الفاضلة سميرة توفيق في اغنياتها الاردنية.

ولا شك ان الكثيرين منا يذكرون الأغنيات التي كانوا يضعون الى الخلف من أم السوس مجموعة من الرجال المتجهمين ببذلات سوداء تعتقدهم أعضاء في (الكي. جي. بيه)، لكنهم يفقدون هيبتهم ووقارهم فجأة حينما يشرعون في تكرار كلمة واحدة فقط عند نهاية كل مقطع تغنية سوسو.. مثل كلمة (يا دادا) أو كلمة (أيوه اه) وغيرها.. وهذا اسلوب جديد في التسحيج بالفم بدل اليد..

وهكذا تحول التسحيج باليد الى تسحيج بالفم، ثم تحول الى تسحيج بالقلم وبعدها بالفارة وشاشة الكمبيوتر وعلى المواقع الأليكترونية، او حتى تسحيج بالنظر أو بالسمع.. ولم يلغ اي نوع الانواع الجديدة الأنواع السابقة، واستمر التسحيج بكافة انواعه منذ المشاعية الأولى حتى ساعة اعداد هذا البيان، حتى انه صار جزءا قد يتجزأ من نسيجنا الاجتماعي.

الكل يعرف اننا نمتلك كورس بل كوارس ومجموعات في كل مكان على اهبة التسحيج للمسؤول من اي درجة، لغايات الحصول الرضى وتوابعه طبعا، من علاوات وترفيعات ومناصب و..و..و..و..و..و..و..و. كل ذلك على حساب الحقيقة والواقع، وعلى حساب الشرفاء الذين تمنعهم كرامتهم الشخصية من ممارسة التزلف والتسحيج.. وهؤلاء كثر.

لو لم يجد هتلر ملايين السحيجة من حولة لما هاجم العالم واقترف حربا عالمية اودت بالملايين.. وكذلك موسوليني وستالين في التصفيات الداخلية الظالمة.. وكذلك كافة طغاة التاريخ.

اعتقد ان مجموعات السحيجة هم اكثر خطورة من انفلونزا الخنازير، التي يمكن معالجتها بدواء معروف، لكن هؤلاء يصيبون المسؤول بمرض عمى الألوان الكامل، واختلاط السمع بالبصر بالإحساس بفوضى ذهنية تجعل المسؤول يستمر في اتخاذ القرارات الخاطئة والمضرة التي تفتك في نسيج الدولة السياسي والاجتماعي.. وهات رقّع.

مقابل مكاسب شخصية رخيصة يضحي المصفقون بهيبة الوطن.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   مهند مبيضين   جريدة الدستور