يقول علماء بانهم رصدوا جسيمات دقيقة تركض بأسرع من الضوء، وهذه قصة إن ثبتت صحتها في مختبرات متعددة وظروف متغيرة ، سوف تطيح بأهم ثابت علمي عرفه العالم منذ مئة عام ونيف...إنه ثابت سرعة الضوء الثابت الرئيس المطلق في العلم ، على ذمة المرحوم البرت اينشتاين، أبو (كشّة جنان).

هذا الثابت ، كان يريح العلماء في قياس المسافة بين النجوم والمجرات،وفي احتساب كمية الطاقة في المادة،وكان يتم الاعتماد عليه كثابت في العمليات الرياضية المتنوعة..... والآن سقط، وبقينا بلا ثوابت عدا ثوابت أقل أهمية ستسقط معه او تسقط قريبا، كثابت (بلانك) وثابت آخر يتعلق بالجاذبية.

انه فعلا قرن انهيار الثوابت ، وسيادة المتغيرات، التي ربما ستهدأ قليلا لتفسح المجال لنضوج ثوابت علمية وكونية جديدة ، لتدحضها المتغيرات بعد القادمة وهكذا .....بحثا عن الوصول الى المطلق.

عناك اتصال وتداخل بين التطور العلمي والتطور الاجتماعي ، وهذا بيت القصيد في موضوعنا، وأقول لكم بالمشربح ، بأننا دخلنا عصر سقوط الثوابت الاجتماعية ، قبل أن ندخل عصر سقوط الثوابت العلمية . ولنا أن نفخر في العالم العربي بأننا من بدأ معركة سقوط الثوابت.

لم يكن البوعزيزي في تونس سوى الكائن الذي وفر الشرارة التي انطلقت من حريق جسده لتضيء مشعل الثورة العربية الكبرى الجديدة التي اسقطت الثوابت في تونس ومصر وليبيا ..والحبل على الجرار.

بالتأكيد نتمنى أنه لن تأتي ذكرى وفاة البوعزيزي الأولى، الا ويكون الشباب قد أهالوا التراب على ثابت آخر من ثوابت الوطن العربي العزيز...وعمر لا حدا حوّش


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   مهند مبيضين   جريدة الدستور