نجحت هذا الأسبوع في تلبية احد طلبات صديقتي خزامى، التي تكتشف أهميتي القصوى في مجال جلب الكتب (ساخنة) من كشك الثقافة العربية ، المعروف بكشك حسن أبو علي، على اعتبار انني واحد من الذين ينزلون الى عمان- البلد مرتين في الأسبوع على الأقل.. وهذه الطلبات تتكثف عادة في الهزيع الأخير من العام ، لأن الكتب المطلوبة هي كتب الأبراج.

واحد من هذه الأقاصيص الطرما وصل هذا الأسبوع، وقد استقبلت استقبال الأبطال والمحررين عندما وصلت بالكتاب الى بيتهم ، و دفع صديقي مدحت – زوجها المصون- ثمن الكتاب متذمرا على مضض، والمبلغ بالمناسبة يعادل سعر اربعة من مؤلفاتي ، لكن مين أنا اصلا؟؟؟؟

وفي ذات اللقاء لتسليم الكتاب، تم التشديد على ضرورة احضار الكتب الباقية في ذات يوم وصولها الى الكشك، ولو اقتضى الأمر أن انزل من مادبا (سكارسو) من اجل شلاطيف ماغي أو عصبان مدام كارمن أولغاليع الست قبيسي، ومن شابههن من المتنبئات الجويات، وهن متنبئات جويات بالفعل لأنهن (يلهمدن) سواليفهن على اعتبار دائرة البروج (بالباء) في السماء.

وعلى الرغم أن علماء الفلك يدبّون الصوت منذ عشرات السنين ، بعد أن أثبتوا بأن دائرة البروج التي يستخدمها المتنبؤون والمتنبئات تعود للقرن السادس قبل الميلاد، وأن مواقع البروج تغيرت، لا بل ازدادت برجا جديدا، الا أن المنجمين، الذين يكذبون حتى لو صدقوا، لا يـأبهون بالأسانيد العلمية، ولا بمرصد هافل أو غيره، لأن هذا الأمر قد يتعاكس مع مصالحهم المالية التي يعتاشون منها ببذخ شديد، على حساب البسطاء ، الذين يفرحون لمجرد أن احدا ما يتحدث عنهم، ويضمهم الى مجموعة كبيرة من البشر في ذات البرج، منهم المشاهير في كافة المجالات ، خصوصا في الرقص والتمثيل والغناء، وهذا يكفي ليشتروا هذا الكتاب الذي يعطيهم احساسا مزيفا بالإنتماء..بالمناسبة هذه هي الكتب الأكثر مبيعا حتى الربع الأول من العام القادم.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   مهند مبيضين   جريدة الدستور