لأسباب أنا غير متأكد منها، لم يحذف لي رئيس التحرير أي مقال خلال هذا الشهر – عدا بضع كلمات داخل المقالات-حتى تاريخه- مع أن شباط خباط كما يقولون.

هل ارتفع سقف الحرية دون أن يبلغني احد؟؟؟ أم أني تدجنت كما ينغي ، ولم يعد هناك ما يستحق الحذف فيما أكتبه ( وهذا ما أخشاه)..أم أن السببين معا أوصلاني الى هذه النتيجة القاتلة؟؟؟

لذلك ، فقد قررت بسابق إصرار وبدون ترصد ، أن اقوم بدور رئيس التحرير، وأن أحذف لكم هنا فقرة كاملة ، لكم أن تتخيلوا ما لم اكتبه فيها ....هذه هي الفقرة، ثم سأبدا بمقالي المغدور ذاتيا:

(......................)

في سبيله الى التنفيذ العملي ، وقد ينزل للسوق قريبا،جهازهاتف خليوي صغير جدا يتم زرعه عند طبيب جراحة الأسنان ، وفي العيادات العادية، في أحد الأسنان،حيث يقوم باستقبال المكالمات والرد عليها .

في الخبر ، لم يتم ذكر آلية إجراء الاتصال ، هل هو بتحريك اللسان،؟ أم بالعزف على الأضراس....أو بالطقطقة بواسطة الأصابع ،أو ربما بالتعريف الصوتي ، ثم ذكر الرقم المطلوب بصوت عادي حسب ما عودت موبايلك الضرسي .(يا هملالي).

تخيلوا لو وصلنا هذا الابتكار ، فإننا سنقوم بتركيبه أولا لأولادنا على مقاعد الدراسة حتى نقوم بتغشيشهم، بالبث المباشر أجابات اسئلة الامتحان الشفوية والكتابية ، وكم سنشعر بالزهو حينما يعود اطفالنا من المدارس بعلامات عالية (غير معلمة بالأحمر الذي اعتادوا عليه) ،وكم سنفخر بأننا شاركناهم (فرحة ) الفوز...وربما لا ننتظر حتى الى اكتمال الأسنان ، ونقوم بتركيبه على اسنان الحليب...حتى نقوم بتغشيش أطفالنا، الذين هم أكبادنا التي تمشي على الأرض) اغنيات الطفولة في الحضانات ومرحلة ما قبل المدرسة..... كل واحد حر بكبده

اذا وصل هذا الابتكار إلينا ، فلن نعود بحاجة الى استخدام مساعدة الاتصال بصديق أو حذف اجابتين خلال برنامج «من سيربح المليون» او ما يماثله ، بل سوف تصلنا الإجابات أولا بأول ، اذا أبقينا الخط مفتوحا مع ولد شاطر وقادر على استخراج المعلومات من الكمبيوتر بسهولة وسرعة وكفاءة.

في العالم الآخر على الأرجح سيستخدمونه لأمور أكثر أهمية،مثل التواصل اللحظي مع سوق الأسهم والبورصة العالمية،وللتجسس بشكل أو بأخر، لكننا نحن..احلامنا عصافيرية.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   مهند مبيضين   جريدة الدستور