- تيتا تيتا.... كيف كان شكل الديناصورات ع زمانكو؟؟؟

هذا السؤال موجه من طفل الى جدته، أما الجدة فهي الكاتبة الرائعة اختنا وصديقتنا لانا مامكغ التي روت لنا هذه الحكاية وهي تضحك، ضحكت ظاهريا، لكن احدا لم ير دموع روحي المنهمرة، رغم انها فكرة طفولية ترى العالم بمنظارها المحدود، وتربط بين عصر الديناصورات وعصر طفولة الجدة.

فعلا لقد عشنا زمن الديناصورات ، لكن أغلبها من الديناصورات آكلة العشب ، وعدد قليل ومحدود من الديناصورات أكلة اللحوم والشحوم.وكانت تتوافر في اماكن محدوددة ومرصودة ، ولم يجرؤ الا عدد قليل من الناس الإقتراب منهم – كنت انا احدهم – ونالنا ما نالنا من جروح واعتقالات وحلق رؤوس على الصفر ، لكنها على الأقل لم تقتلنا – أو لم تستطع ذلك على الأقل- لأن الفاسدين في مفاصل الحكومات كانوا اقل كثيرا ، والشرفاء في مفاصل الدولة كانوا أكثر كثيرا.

هذه ديناصوراتنا يا صديقي الصغير ، ديناصورات زماننا، التي غالب الضحك جدتك ولم تخبرك عنها، لأنها تعرف، كما أعرف ويعرف الناس جميعا ، أن دنياصورات زمانك تحولت من آكلة للعشب - على زماننا- الى آكلة للشعب على زمانك.

انها ديناصورات شرسة وطماعة وشرهة يا صديقي الصغير ، وهي تقتل لمجرد القتل ، بعد ان تجاوزت مرحلة القتل من اجل اغتصاب المال السلطة. وهي مدعومة من الكثيرين المتواجدين بكثافة مفرطة كالفيروسات في مفاصل الحكومات ، بطريقة توهم الحكومات بأن الصراع الشعبي ضد هذه الديناصورات هو صراع ضد الحكومات وضد وجودها.

لذلك صارت هذه الديناصورات المتوحشة تستخدم الحكومات كهرواة ضد الناس ، بينما هي ترتع وتولغ في دمنا بكل تمتع واستجمام، لكأنها في بيت أبيها وأمها .

هذه ديناصورات زمانك يا صديقي الصغير، وهي اكثر إثارة وأكشنة من أبائها ديناصورات زماننا . وهي ديناصورات تمتص دمك كالبراغيث في كل مكان ..في الشركات المخصخصة ..في البورصات الوهمية ..في ميناء العقبة...في الفوسفات في العبدلي في في في ..


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   مهند مبيضين   جريدة الدستور