عندما انهزمت الأنظمة العربية عام 1967،خرجت تلك، الثورجية منها، تحتفل بالنصر تحت شعار أن هدف اسرائيل كان إسقاط الأنظمة الثورية ، وليس احتلال الأرض، وأن العدو فشل في اسقاط تلك الأنظمة وحصل الصهيوني (الغاشم) فقط على الأرض، التي لم تكن هدفه اصلا...وطالبتنا تلك الأنظمة آنذاك بالاحتفال بالنصر العربي.

وحده عبد الناصر غير اسلوب اللعبة ، وقدم استقالته ليعيده الشعب (وربما يكون الأمر مفبركا)، ومع ذلك لم يستطع النظام المصري آنذاك الخروج من (عمقه العربي) فابتدع فكرة (توقعناهم من الشرق فجاؤونا من الغرب) والعكس صحيح، ما دام الأمر مجرد تبريرات وحيل نفسية وضحك على الدقون ..دقوننا طبعا

ولما لم تنفذ وعود بالتحرير في عهد السادات تم تبرير الأمر بالضباب، وحر الصيف وبرد الشتاء، لكأن حروب التحرير تتم على طريقة إلياس(ابن خالتي روجينا) الذي كان يشغل البيت كله في توفيرمكان مناسب للقراءة خلال التوجيهي ، حيث يفردون له حجرة وفراشا وابريق شاي ومساند فيجلس ويرتاح ..وينام.

وما يزال استاذ التاريخ العربي يكررللتلاميذ بأن غرناطة ارض عربية محتلة، وأن الأندلس ضاعت منا ، وأن ضياع فلسطين هو مجرد تذكير لنا بجرح الأندلس ، وأن مسجد قرطبة تابع لوزارة الأوقاف في دولة الموحدين.

ربما علينا نحن المواطنين العرب في كل مكان أن نقيم دعاوى عطل وضرر ضد الحكومات العربية التي ادخلت فلسفة التبرير وتصديق التبرير في نسيجنا النفسي ، وصرنا نقبل تبريراتهم ، لا بل صرنا نبرر كل اخطائنا بطريقتهم ..انه تسميم نفسي- عن سابق اصرار ولاحق ترصد- يمتد على قارتين و300 مليون دماغ ونيف.

وربما علينا ان نكتب تحت بند الحكومات العربية تحذيرا يقول لمن يتعاطاها : (احذر..الحكومات العربية، فهي سبب رئيس لأمراض القلب والرئة وتصلب الشرايين والسرطانات بأنواعها) مع صورة معلاق بشري تالف وضمير مثقوب.

ببساطة اذا بقينا على (هالرشّة)..فأنا واثق بأننا نحن العربان ..سوف نتواصل مع بعضنا بعد أقل

من عقد واحد عن طريق الصليب الأحمر


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   مهند مبيضين   جريدة الدستور