- يا أخي احنا مش سويسرا.

هذه العبارة قالها لي ضابط شاب كانت مهمته نقلي راجلا من ندوة في مركز شباب مأدبا الى مركز الشرطة، بعد ان سألت سؤالا خلال محاضرة للأستاذ عصام زواوي لم يعجب الأجهزة آنذاك، كان ذلك عام 1974 ، كنت تخرجت من التوجيهي للتو،وكان الضابط الشاب حديث التعيين يقدم لي نصيحة.

ومنذ ذلك الوقت حتى الآن سمعت هذه العبارة الاف المرات ،وما زلت ، ولا شك أنكم – أعزائي القراء- مثلي تماما مرت وتمر عليكم هذه العبارة بتكرار ممل يذكرني بقصة دعم الحكومة لأسطوانة الغاز، التي ما زالوا وما انفكوا وما برحوا يعايروننا به ، مع انه غير حقيقي ، تماما مثل عبارة احنا مش سويسرا.

يا اخوان ان المطالب البسيطة بالديمقراطية لا تعني اننا نطالب بأن نكون مثل ديمقراطية سويسرا والدول الإسكندنافية وأوروبا بشكل عام وحتى امريكا ، اننا نطالب بحق الانتخاب ..انتخاب ممثلينا – نحن الشعب – بنزاهة، يعني اننا نطالب حاليا بديمقراطية صناديق الانتخاب، لكنهم يمنحوننا صناديق (الانتحاب) .

نطالب بحقنا في الحياة والعمل ، نطالب بحقنا في التعيين حسب الكفاءة، وليس حسب الواسطة والعائلة والدندن ورسن.نطالب بحرية التعبير ، وحرية النقد البناء، وحرية الحركة، وحرية التظاهر والاعتصام دون دفاشة، وبعض هذه الحقوق الشعبية الصغيرة ،التي تجاوزها العالم منذ عقود.

لا نريد ديمقراطية سويسرا يا سادة.

- نريد ديمقراطية تركيا

- ديمقراطية الهند

- ديمقراطية ماليزيا

- ديمقراطية المكسيك

- ديمقراطية فنزويلا

أعطونا اي ديمقراطية من ديمقراطيات العالم الثالث (نطقطق عليها)، عَبين ما الله يفرجها ،

ونحن راضون.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   مهند مبيضين   جريدة الدستور