كان أحد اقدم فيلمين سينمائيين اردنيين وكان يحمل اسم (وطني حبيبي) بطولة الفنان الاردني علي هليل...لا اذكر احداث الفيلم ، لكننا كنا نرى بطل الفيلم وهو في الطائرة التي تهبط في المطار ، فيخرج البطل ويركب سيارة الى وسط المدينة..كل هذا والكاميرا تلاحقه ، ولم يصل البطل الى المكان الذي يريده إلا ويكون نصف وقت الفيلم قد انقضى.

في الوقت المتبقي تبدأ مغامرات بوليسية ومطاردات مع الأشرار ، لا أذكر منها سوى أن البطل يصاب بطلق ناري في قدمه اليمنى، لكنه يستمر في مقارعة الأشرار حتى ينتصر عليهم....الغريب في الأمر ان البطل كان احيانا يعرج بقدمه اليمنى كما هو مفترض، لكنه أحيانا كان ينسى ويعرج في قدمه اليسرى..وقد مرت هذه الغلطة الفادحة على مخرج الفيلم ومنتجه والمراقب. لكنها لم تمر على الناس ....فقد اكتشف المشاهدون هذه الهفوة ، فكانوا ينطلقون بالضحك والتصفيق حينما يخطئ البطل ويعرج باليسار.

تذكرت هذه القصة لأقول لكم إن الشعب يراقب الحكومات جيدا، ويعرف اين ينبغي ان تكون(العرجة) ، وأين ينبغي ان لا تكون.وأن سحب الأفلام والشلفقة وتدوير المشكلات وتحوير أسبابها ومسبباتها وتزوير حلولها لن تجدي نفعا.

أديروا افلامكم كما شئتم ،بصالة مضاءة أم مطفأة، أبيض وأسود أم سكوب ملون ، بصوت ام بدون صوت ..ثابت أم متحرك ...كله مكشوف .

من كان وطنه حبيبه......سيراه ببوصلة القلب ..


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   مهند مبيضين   جريدة الدستور