قال أحد التلاميذ لرجل حكيم لديه الكثير من الأتباع والمريدين والمؤيدين:
إن كلامك بسيط أيها المعلم ، غير أن كلام الذين يتحدثون باسمك، ليس بسيطا.
وهي عبارة جميلة تختصر جميع حالات الفصام في المعنى والمبنى بين الأفكار البسيطة التي وضعها العباقرة ، وبين من يحولونها الى متاهات لفظية ومعنوية يضيع الإنسان في ثناياها ، ولا يفهم شيئا ، لكنه يتبعها بحسب قوانين القصور الذاتي .
نعم يا سادة يا كرام، فإن البساطة هي عبقرية بحد ذاتها ، أن توصل للناس فكرتك بأقل قدر ممكن من التعقيد والفذلكات اللغوية، وأكبر قدر ممكن من السهولة التي توصل الفكرة كاملها للخفير كما للوزير . وكما يقول الشاعر السوفييتي العظيم رسول حمزاتوف:» أجمل الجرار تصنع من الطين العادي وأجمل الأشعار تصنع من الكلمات البسيطة».
يا ليت أننا نستطيع أن نبقي دائما على بساطة وطهارة النصوص الحكيمة والكلمات العظيمة، سواء أكانت حكما أو نصوصا فلسفية أو نصوصا دينية ، إذ لو فعلنا ذلك لما اختلف الناس على شيء، فمنبع الحكمة البشرية واحد ، وهو خدمة الإنسانية وتنظيم المجتمعات ، وبالتأكيد لم يقصد الأسلاف أن يكتبوا لنا وصايا وتعاليم تؤدي الى تأجيج الصراع البشري بشكل دائم ، وتحويل الذبح باسم الأفكار السامية الى ممارسة يومية مشروعة.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة مهند مبيضين جريدة الدستور